للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع إفساد الذئبين المذكورين فيها إلا القليل.

فهذا المثل العظيم يتضمن غاية التحذير من شر الحرص على المال والشرف في الدنيا" (١).

وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: "ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغى، وتتبع عيوب الناس، وكره أن يُذكر أحد بخير" (٢).

وقال أبو نعيم رحمه الله: "والله ما هلك من هلك إلا بحب الرياسة" (٣).

وقال سفيان الثوري رحمه الله: "ما رأيت الزهد في شيء أقل منه في الرياسة، ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب، فإن نوزع الرئاسة حامى عليها، وعادى" (٤).

وقال سعيد بن محمد الحداد (٥) رحمه الله: "ما صد عن الله مثل طلب المحامد، وطلب الرفعة" (٦).

وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: "اعلم أن من غلب على قلبه حب الجاه صار مقصور الهم على مراعاة الخلق، مشغوفًا بالتردد إليهم، والمرآة لهم، ولا يزال في أقواله وأفعاله ملتفتًا إلى ما يعظم منزلته عندهم، وذلك بذر النفاق، وأصل الفساد؛ لأن كل


(١) مجموع رسائل ابن رجب (١/ ٦٤).
(٢) جامع بيان العلم وفضله (١/ ٥٧١).
(٣) جامع بيان العلم وفضله (١/ ٥٧١).
(٤) سير أعلام النبلاء (٧/ ٢٦٢).
(٥) الإمام، شيخ المالكية، أبو عثمان، سعيد بن محمد بن صبيح بن الحداد المغربي، صاحب سحنون، وهو أحد المجتهدين، وكان بحرًا في الفروع، ورأسًا في لسان العرب، بصيرًا بالسنن، قال ابن حارث: له مقامات كريمة، ومواقف محمودة في الدفع عن الإسلام، والذب عن السنة، توفي رحمه الله سنة (٣٠٢ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٠٥)، شذرات الذهب (٤/ ١٢)، موسوعة مواقف السلف (٤/ ٥٠٣).
(٦) سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢١٤).

<<  <   >  >>