للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن حبان (١) رحمه الله: "الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه، وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه" (٢).

وقال عون بن عبد الله (٣) رحمه الله: "ما أحسب أحدًا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه" (٤).

ويقول الحسن البصري رحمه الله: "ابن آدم، إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك، وأحب العباد إلى الله من كان هكذا" (٥).

مما أثر عن السلف قولهم: "أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم، ولا في


(١) الإمام، العلامة، الحافظ الكبير، المجود، شيخ خراسان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي، من أوعية العلم في الفقه، واللغة، والحديث، والوعظ، ومن عقلاء الرجال، صنف المسند الصحيح، يعني به: كتاب (الأنواع والتقاسيم)، وكتاب الثقات، وكتاب الضعفاء، وفقه الناس بسمرقند. توفي رحمه الله سنة (٣٥٤ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (١٦/ ٩٢)، البداية والنهاية (١٥/ ٢٨١)، الأعلام (٦/ ٧٨).
(٢) روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (١٢٥) لابن حبان، ت: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الكتب العلمية، بيروت.
(٣) الإمام، القدوة، العابد، أبو عبد الله الهذلي، عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي، أخو فقيه المدينة عبيد الله، وكان من أفقه أهل المدينة، توفي رحمه الله سنة (١١٦ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٥/ ١٠٣)، الأعلام (٥/ ٩٨)، موسوعة مواقف السلف (٢/ ١٤٥).
(٤) الصمت (١٣٢).
(٥) الصمت (١٣١).

<<  <   >  >>