كتاب أثر أعمال القلوب على الداعية والدعوة

الفصل الأول: الآثار المترتبة على إهمال الداعية لأعمال القلوب على نفسه - المبحث الحادي عشر: تتبع العثرات، وتصيد الهفوات، والفرح بزلات الآخرين - ص: 692

الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس" (١).

ويقول الفضيل رحمه الله: "يكون شغلك في نفسك، ولا يكون شغلك في غيرك، فمن كان شغله في غيره فقد مُكِرَ بهِ" (٢).

وقال السري السقطي (٣) رحمه الله: "ومن علامة الاستدراج العمى عن عيوب النفس" (٤).

وقال بكر بن عبد الله المزني (٥): "إذا رأيتم الرجل موكلًا بعيوب الناس ناسيًا لعيبه، فاعلموا أنه قد مُكِرَ به" (٦).

وعن محمد بن سيرين رحمه الله قال: "التقي عن الخطائين مشغول، وإن أكثر الناس خطايا أكثرهم ذكرًا لخطايا الناس" (٧).

ويقول الحسن رحمه الله: "والله للغيبة أسرع في دين المؤمن من الآكلة (٨) في

---

(١) ذكره ابن أبي الدنيا في الصمت (١٣٠) عن: خصاف، وخصيف، وعبد الكريم بن مالك رحمهم الله.
(٢) حلية الأولياء (٨/ ١٠٢).
(٣) الإمام، القدوة، السَّرِيُّ بن المغَلِّسِ السَّقَطِيُّ أبو الحسن البغدادي، كان من المشايخ المذكورين، وأحد العباد المجتهدين، من كبار أئمة التصوف، توفي رحمه الله سنة (٢٥٣ هـ)، وقيل غير ذلك.
ينظر: تاريخ بغداد (١٠/ ٢٦٠)، سير أعلام النبلاء (١٢/ ١٨٥)، الأعلام (٣/ ٨٢).
(٤) حلية الأولياء (١٠/ ١٢٤).
(٥) الإمام، القدوة، الواعظ، الحجة، بكر بن عبد الله بن عمرو أبو عبد الله المزني، البصري، أحد الأعلام، يذكر مع الحسن، وابن سيرين، وكان ثقة ثبتًا مأمونًا، كثير الحديث، حجة، وكان فقيهًا، توفي رحمه الله سنة (١٠٦ هـ)، وقيل غير ذلك.
ينظر: الطبقات الكبرى (٧/ ٢٠٩)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٣٢)، تهذيب التهذيب (١/ ٤٨٤).
(٦) صفة الصفوة (٢/ ١٤٧).
(٧) المجالسة وجواهر العلم (٥/ ١٦٦) لأبي بكر الدينوري، ت: أبو عبيدة آل سلمان، دار ابن حزم، بيروت، ١٤١٩ هـ.
(٨) داء يصيب أعضاء الإنسان فيأكلها حتى يتساقط لحمها ويقال له: الجذام.
ينظر: المطلع على ألفاظ المقنع (٣٩٤)، المعجم الوسيط (١/ ١١٣) معجم لغة الفقهاء (١٦١).