للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسبب الثاني: أن يغره الشيطان ويخدعه بالأماني الكاذبة، قال تعالى: {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (٥) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: ٥، ٦].

وقال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [النساء: ١٢٠]، يعدهم ويمنيهم ويخدعهم بالوساوس بأنهم أهل الفوز والنجاح في الدنيا والآخرة، وقد كذب عليهم وغرهم، كما قال تعالى عنه في يوم القيامة: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم: ٢٢] (١)، وقد سبق الكلام عن الشيطان وعداوته لبني الإنسان (٢).

ولا شك أن للغفلة عن الآخرة أسبابًا أخرى، لكنها -في نظري- لا تخرج في مجملها عن هذين السببين، والله أعلم.


(١) ينظر: تفسير ابن كثير (٢/ ٤١٦).
(٢) ينظر: ص (٦١٦).

<<  <   >  >>