للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكم ظنكم القبيح بربكم، فحقت عليكم كلمة العقاب والشقاء، ووجب عليكم الخلود الدائم في العذاب الذي لا يفتر عنهم ساعة" (١).

وأما في النار فعقوبته كما في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلَانُ، مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟! قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ».

قال ابن حجر رحمه الله: "والْأَقْتَابُ جَمْعُ قِتْبٍ .. هي الأمعاء واندلاقها خروجها بسرعة" (٢).

وفي رواية يَقُولُ -صلى الله عليه وسلم-: «يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الَّذِي كَانَ يُطَاعُ فِي مَعَاصِي اللهِ تَعَالَى، فَيُقْذَفُ فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ بِهِ أَقْتَابُهُ، فَيَسْتَدِيرُ فِيهَا كَمَا يَسْتَدِيرُ الْحِمَارُ فِي الرَّحَا، فَيَأْتِي عَلَيْهِ أَهْلُ طَاعَتِهِ مِنَ النَّاسِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُل، أَيْنَ مَا كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِهِ؟! فَيَقُولُ: إِنِّي كُنْتُ آمُرُكُمْ بِأَمْرٍ، وَأُخَالِفُكُمْ إِلَى غَيْرِهِ» (٣).


(١) تفسير السعدي (٧٤٧).
(٢) فتح الباري (١٣/ ٥٢).
(٣) وهي عند الإمام أحمد (٣٦/ ١٢٨) ح (٢١٧٩٤)، وقال محقق المسند شعيب الأرناؤوط (٣٦/ ١٢٨) ح (٢١٧٩٤): "حديث صحيح".

<<  <   >  >>