للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القلوب، فلا تتم إلا بها (١).

• ولعمل القلب أثره العظيم في حياة المسلم بعامة وفي حياة الدعاة بخاصة، والنصوص حافلت بذكر أثر عمل القلب على صاحبه حينما يحققه ويجتهد في ذلك.

• ولا يصلح القلب ليظهر أثره على صاحبه إلا بقيام المسلم بتحقيق أسباب صلاح القلب، فهناك ارتباط وثيق بين صلاح الظاهر وصلاح الباطن.

• وإن المتأمل في حياة سلف الأمة يرى الدلائل العظيمة على أثر عمل القلب في حياتهم، وإن الناظر بعين البصيرة يرى بجلاء آثار الأعمال القلبية في حياة سلف الأمة، وما رفع الله ذكرهم وعطر الزمان بأخبارهم وسيرهم، ونشر علمهم في الأرض إلا تلك السرائر من خبايا أعمال القلوب التي تحققت فيهم.

• إن المتأمل في حياة دعاة الأمة وعلى رأسهم العلماء الذين اجتهدوا في تحقيق عمل القلب في حياتهم وحاسبوا أنفسهم على ذلك، يرى تلك الآثار العظيمة عليهم وعلى دعوتهم:

- من سلامة المقاصد وخلوصها لله وحده، وما وجدوه في قلوبهم لما صدقوا مع الله تعالى من الشعور القوي المتمكن في القلب الذي يجعلهم يستشعرون معية الله الخاصة ورعايته وتوفيقه وإعانته لهم.

- يقينهم بنصر الله لدينه، وتعلق قلوبهم بالله أثمر تفاؤلاً حسناً وقطع دابر اليأس من قلوبهم، فهم في أحلك الظروف وأشدها لا يفارق الفأل الحسن قلوبهم فلهذا ثبتهم الله أمام أعاصير الفتن، وضربوا أروع الأمثلة في الثبات على الحق والدعوة إليه بدون ملل ولا كلل، مهما كان صلف الباطل وقوته، فلما قويت قلوبهم بإيمانهم الصادق وحَمْلُهم للحق بحق وصدق وإخلاص، كانت كلماتهم ومواقفهم تنزل على الباطل فتدمغه فاذا


(١) ينظر: مجموع الفتاوى (١٨/ ١٨٤ - ١٨٥)، بدائع الفوائد (٣/ ١٨٧ - ١٨٨).

<<  <   >  >>