للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو زاهق، كما قال الله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: ١٨].

ولهذا نصرهم الله ونصر بهم دعوته فكانوا دعاة إلى بحق أوصل نور هذا على أيديهم إلى مشارق الأرض ومغاربها، وفتحوا الله لهم قلوب العباد قبل البلاد.

- معرفتهم بحقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة جعلهم يزهدون في الدنيا وتتعلق قلوبهم بالآخرة، الزهد الصحيح على منهاج النبوة زهد لم يتكدر بمشارب صوفية استقت زهدها من الهندوس والبوذيين أو من رهبانية نصرانية.

- لما تعلقت قلوبهم بالله رزقهم حلاوة الإيمان وطعمه فاطمأنت القلوب بالحق وقويت فلا ترهبها صولة الباطل، ولا تخويف الشيطان بأوليائه، كما قال تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: ١٧٥]، بل هم يتلذذون بما يجدونه في ذات الله.

- ولما حققوا عمل القلب تشوقوا إلى مرضاة الله وكانوا يسارعون إلى فعل القربات وهم لها يسابقون.

- ومن أعظم آثار تحقيق عمل القلب الفوز العظيم في الآخرة.

• ولما صدقوا مع الله وحققوا عمل القلب وفقهم الله في دعوتهم للسير على منهج الأنبياء، والذي من معالمه:

- كانت دعوة الأنبياء عليهم السلام خالصة لله، لا يريدون من أحد جزاءً ولا شكورًا.

- كان الأنبياء عليهم السلام أول ما يدعون إليه توحيد الله وإفراده بالعبادة، وتحذير أممهم من الشرك كبيره وصغيره، وتحذيرهم كذلك من الذرائع والسبل الموصلة إليه.

- ومن المعالم البارزة في دعوة الأنبياء الدعوة إلى الله على بصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن.

<<  <   >  >>