للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معجلة قبل جنة الآخرة، تغنيها عن لذائذ الدنيا ومتعها، وسيأتي الإشارة إلى ذلك في أثناء البحث.

٤ - إخبات القلب، قال تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} [الحج: ٥٤]، أثبت -سبحانه وتعالى- للقلوب صفة الإخبات، وهو من أعمال القلوب ومعناه: "تخشع وتخضع، وتسلّم لحكمته، وهذا من هدايته إياهم" (١).

والإخبات له أثره على العبد المؤمن في صلاحه واستقامته، كما قال تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الحج: ٣٤، ٣٥].

وفي الآيتين دليل على أثر الإخبات -وهو عمل قلبي عظيم- في حصول الأمور الآتية:

- وجل القلب وخوفه من الله عند ذكره.

- الصبر على المصائب.

- إقامة الصلاة.

- الإنفاق في وجوه البر.

وهذا يدل على الأثر العظيم للإخبات في حياة العبد المؤمن.

٥ - نزول السكينة على القلب، قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: ١٨].

أي: علم -سبحانه وتعالى- ما في قلوبهم من الإيمان والوفاء والصدق والسمع والطاعة، فأنزل في


(١) تفسير السعدي (٥٤٢).

<<  <   >  >>