للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - خطر النفاق على القلب، قال تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: ١٠]، ذكر -سبحانه وتعالى- أن في قلوبهم مرض النفاق (١)، وزاده الله في قلوبهم عقوبة لهم، وفي ذلك بيان لأثر مرض النفاق على القلوب في فسادها وانحرافها.

٣ - الطبع على القلوب فلا تسمع الحق سماع الانتفاع به لنفورها من الحق وكرهها له، قال -سبحانه وتعالى- عنهم: {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (١٠٠) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ} [الأعراف: ١٠٠، ١٠١].

وهذا الطبع بمعنى الختم على القلب (٢)، فلا يدخل إليه الحق، ولا يصل إليه الخير، ولا يسمع ما ينفعه إلا سماع ما تقوم به الحجة عليه (٣)، وكل ذلك عقوبة لهم على ما حصل منهم من كره الحق والنفور منه.

٤ - من آثار النفاق على القلوب تقييدها عن الخير بما يحدث لها من التردد والتذبذب والشك والحيرة والكسل عن الطاعات وكرهها، قال تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة: ٤٥]. والريب هو الشك، وهو من أثر أمراض النفاق على القلوب، فيتولد منه أثره على


(١) ينظر: تفسير الطبري (١/ ٢٨٩)، تفسير ابن كثير (١/ ١٧٩).
(٢) ينظر: تفسير الطبري (١٠/ ٣٣٤)، تفسير ابن كثير (٣/ ٤٥١).
(٣) ينظر: تفسير السعدي (٢٩٨).

<<  <   >  >>