للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - حجب أثر القرآن الكريم عن القلب، فلا ينتفع بمواعظه، بل يحال بينه وبين تأثير القرآن عليه بسبب كفره ورده للحق، كما قال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (٤٥) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا} [الإسراء: ٤٥، ٤٦].

قال السعدي رحمه الله: "يخبر تعالى عن عقوبته للمكذبين بالحق الذين ردوه وأعرضوا عنه أنه يحول بينهم وبين الإيمان، فقال: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} الذي فيه الوعظ والتذكير والهدى والإيمان والخير والعلم الكثير، {جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} يسترهم عن فهمه حقيقة، وعن التحقق بحقائقه والانقياد إلى ما يدعو إليه من الخير، {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} أي: أغطية وأغشية لا يفقهون معها القرآن، بل يسمعونه سماعًا تقوم به عليهم الحجة، {وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} أي: صممًا عن سماعه، {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ} داعيًا لتوحيده ناهيًا عن الشرك به، {وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا} من شدة بغضهم له ومحبتهم لما هم عليه من الباطل، كما قال تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: ٤٥] " (١).


(١) تفسير السعدي (٤٥٩).

<<  <   >  >>