للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - قال الله تعالى في أثر الغفلة على القلب: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} [الأنبياء: ٢، ٣].

وصف الله -سبحانه وتعالى- قلوبهم بأنها غافلة معرضة، فقد اشتغلت الأبدان باللعب والقلوب باللهو بمطالب الدنيا، واشتغلوا بتناول الشهوات المحرمة، والعمل بالباطل، والأقوال الردية (١).

٨ - مرض قلب العبد بالشبهات والشهوات بسببه يضرب القلب بالقسوة، ويتسلط عليه الشيطان، ويتمكن من فتنة العبد، قال تعالى: {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} [الحج: ٥٣].

٩ - عمى القلوب الذي يجعلها غافلة عن الآخرة، ولا تنتفع بمواعظ القرآن، ولا بغيره من باب أولى، قال تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: ٤٦]، وقال الله تعالى: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} [المؤمنون: ٦٣].

قال الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "ولكن {قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ}: عمى عن هذا القرآن. وعني بالغمرة: ما غمر قلوبهم فغطاها عن فهم ما أودع الله كتابه من المواعظ والعبر والحجج" (٢).


(١) ينظر: تفسير السعدي (٥١٨).
(٢) تفسير الطبري (١٧/ ٧٤).

<<  <   >  >>