للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو يستشهد به لمعنى لفظة كقوله: (ويجوز أنْ يكونَ الهديلُ الفرخَ الذي تزعم الأعراب أنّ جارحًا صادَهُ في سفينة نوح، فالحمامُ تبكي عليه كما قال طرفة:

كداعي هَديلٍ لا يُجابُ ولا يَمَلّ

فالحديث هنا الفَرخ، لأن الحمامَ تدعوه نائحةً عليه فلا يُجيبها ولا تملّ دُعاءَه) (٩٠).

وقد يستشهد بالبيت لغرضٍ نحوي، كأنْ يؤيد رأي سيبويه في مسألة من المسائل، كقوله: (وقد ألفَيْتُ في بعض ما رأيت لزيد الخيل بن مهلهل الطائي بيتًا في تعدّي فَعِل، وهو قوله:

أَتاني أَنّهم مَزِقونَ عِرْضي … جِحاشُ الكِرملين لَها فَديدُ) (٩١)

أو يستشهد به لمسألة نحوية، كقوله: (والفاعِلُ لا يتقدمُ في الكلام إلا أن يُبتَدَأ به، وهو مِن وَضْعِ الشيء في غير موضعه، ونَظيرُه قَولُ الزَبّاء:

ما لِلجِمالِ مَشْيُها وئيدا

أي: وئيدًا مَشْيُها، فقَدَّمتْ وأخَّرتْ ضرورةً) (٩٢)، أو لمسألة صرفية كقوله: (وحَسُن حذفُ صلة اللتيا لتصغيرها الدالّ على شَناعتها، لأنّهم قد يُصَغرون الشيءَ على معنى التعظيم والتشنيع كما قال:

دُوَيْهِيَةٌ تَصفَرُّ منها الأناملُ

يعني الموت) (٩٣).

ويدخل ضمن شواهد الأعلم الشواهد التي رواها عن الأحفش) (٩٤)، والمازني (٩٥)،


(٩٠) الشاهد: ٤١٥، وينظر أيضا الشاهدان: ٤٠٦، ٤٧٠.
(٩١) الشاهد: ٨٨، وينظر أيضا الشاهد: ٨٢٦.
(٩٢) الشاهد: ١٦، . وتنظر أيضا الشواهد: ٩٠، ٣٤٤، ٤١٣، ٥٦٢، ٦٦٦، ٧٠٤.
(٩٣) الشاهد: ٥٥١، وتنظر أيضا الشواهد: ١٩، ٤١٩، ٩٢٢.
(٩٤) ينظر ما بعد الشاهدين: ١٩، ١٣٦.
(٩٥) ينظر ما بعد الشواهد: ١٨١، ١٠٠٦، ١٠٢٧.

<<  <   >  >>