للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَدِينُ تُدانُ) (١١٨٢) أيْ: كما تَفْعَلُ تُجازَي، فسَمَّى فَعْلَهُ دِينًا وإن لم يكُنْ جَزاءً، لأنّه سَبَبُ الجَزاءِ فَسَماه باسمِهِ.

وأنشد في البابِ للبيدٍ (١١٨٣):

[٤٨٩] يا أسْمَ صَبرًا على ما كانَ مِن حَدَثٍ … إنَّ الحَوادِثَ مَلْقِيٌ ومُنْتَظَرُ

الشاهدُ فيه ترخيمُ (أسْماء) وحذفُ الألِفِ والهَمزةِ منها كما حُذِفَت الألِفُ والنونُ مِن مَرْوان.

وأسماءُ عند سيبويه (١١٨٤) فعْلاءُ، لأنّه جَعَلَ في آخرها زائدتين زِيدَتا مَعًا فَحُذِفَتا في الترخيم مَعًا كما حُذِفَتا في مروانَ معًا، ولا يُعرَفُ في الكلامِ اسمٌ بهذا التأليفِ فتكونَ اسماءُ فَعلاءَ منه.

والظاهِرُ أنَّ أسماءَ (أفعالٌ) (١١٨٥) على أنه جَمعُ اسمٍ فَسُمَّي به، وحُذِفَت الألفُ مع الهمزةِ التي هي لامُ الكلمةِ (١١٨٦)؛ لأنَّها زائدةٌ رابعة كألِفِ عَمّارٍ، فَحُذِفَتْ مع الأصلِيُ كما تُحْذَفُ ألفُهُ.

وإن كانَتْ أسماءُ (فَعْلاءَ) [على ما ذَكَرَه] (١١٨٧) سيبويه فاشتقاقُها مِن الوَسامَةِ أُبْدَلَتْ واوُها همزةً استثقالًا للواوِ أوّلًا كما قالوا: امرأةٌ أناهٌ مِن الوَنَى، وقالوا: أَحَدٌ والأَصلُ وَحَدٌ لأنّه مِن الواحِدِ، فَعَلى هذا يَخْرُجُ قَولُهُ.

وذَكَّرَ مَلقّيًا ومُنتَظَرًا، وَهُما خَبَرٌ عَن الحوادثِ، لأنّه أرادَ أنّ الحوادِثَ منها حادِثٌ مَلْقَيٌّ قَدْ وَقَعَ، وحادِثٌ مُنْتَظَرٌ لم يَقَعْ بَعْدُ.

وأنشد في بابٍ ترجَمَتُه: هذا بابُ ما يُحرَّكُ فيه الحَرفُ الذي يَليه المحذوفُ،


(١١٨٢) ينظر في: الزاهر ١/ ٣٨٠، مجمع الأمثال ٢/ ١٥٥، المستقصى ٢/ ٢٣١.
(١١٨٣) نُسِب البيتُ إلى لبيد في الكتاب ١/ ٣٣٨، وهو في ملحقات شرح ديوانه ٣٦٤، ونُسِب إلى أبي زبيد الطائي في ملحقات شهره: ١٥١.
(١١٨٤) الكتاب ١/ ٣٣٨.
(١١٨٥) ينظر: الممتع في التصريف ٣٣٥.
(١١٨٦) في ط: لامُ الفِعلِ.
(١١٨٧) في ط: كما ذكر.

<<  <   >  >>