للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَثْعَم (٥٠٣):

[١٨٩] عَزَمتُ على إقامَةِ ذي صَباحٍ … لأمْرٍ ما يُسَوَّدُ مَنْ يَسودُ

الشاهدُ فيه جَرُّ (ذي صَباحٍ) بالإضافَةِ اتساعًا ومجازًا، والوَجْهُ فيه أنْ يستعمَلَ ظَرفًا لِقِلَّةِ تَمَكُّنِهِ، وإذا جازَ أنْ يُضافَ إليه فَيُجَرّ جازّ أنْ يُخْبَرَ عنه فَيُرفَع فتقول: سِيرَ عليه ذو صَباحٍ وذاتُ مَرّةٍ، وهذا قليلٌ لَمْ يُسْمَع إلّا في هذه اللغة.

يقول: عَزَمْتُ على الإقامَةِ في الصباحِ وتأخيرِ الغارَةِ على العَدُوِّ إلى أنْ يرتفعَ النهارُ ثِقَةً مِنِّي بقُوَّتي عليهم وظَفَري بهم، ثُمَّ بَيَّنَ أنّه استَحَقَّ أَنْ يَسُودَ قَومَهُ بما عنده من صِحَّةِ الرأيِ وشِدَّةِ العَزْمِ فقال: لأمْرٍ ما يُسَوَّدُ مَنْ يَسُودُ، و (ما) زائدةٌ للتوكيدِ.

ويروي يُسَوِّدُ أي: عَزَمْتُ على هذا [لأمْرٍ فيه السّؤدد] (٥٠٤) والشَرَفُ يُسَوِّدُ صاحِبَهُ ويُشَرِّفُهُ.

وأنشد في بابٍ ترجَمَتُه: هذا بابُ ما يكونُ من المصادرِ مفعولًا، للراعي (٥٠٥):

[١٩٠] نَظّارَةً حينَ تَعْلُو الشَمسُ راكِبَها … طَرْحًا بِعَيْنَي لَياح فيه تَحْديدُ

الشاهدُ فيه قولُه: (طرْحًا) ونَصْبُه على المصدر المؤكَّدِ به، لأنّه لَمَا قال: (نَظّارَةً) عُلِمَ أنّها تَطْرَحُ بَصَرَها وتَرْمي به يَمينًا وشِمالًا، فكأنّه قال: تطرَحُ نَظَرها طَرْحًا.


(٥٠٣) نُسب البيت إلى رَجُل من خَثْعَم في الكتاب ١/ ١١٦، وهو أَنسُ بن مدركة الخثعمي في: مجاز القرآن ٢/ ٢٠١، الحيوان ٣/ ٨١، شرح المفصل ٣/ ١٢، الخزانة ١/ ٤٧٦، وهو بلا عزو في: البيان والتبيين ٢/ ٣٥٢، المقتضب ٤/ ٣٤٥، الخصائص ٣/ ٣٢، الأمالي الشجرية ١/ ١٨٦.
(٥٠٤) في ط: هذا الذي قبله السُؤدد.
(٥٠٥) الكتاب ١/ ١١٨، شعره: ١٩٢، وهو أيضا لذي الرُمُة في ديوانه ١٨٦، والراعي هو عبيد بن حصين بن معاوية النميري، شاعر إسلامي. (الشعر والشعراء: ٤١٥، الأغاني ٢٣/ ٣٤٨، الخزانة ١/ ٥٠٢)

<<  <   >  >>