للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لو اهتَدَيْتَ. وجَعَلَ الفِعلَ لِلُّبِّ مجازًا لأنّه سَبَبُ اهتدائِهِ. وجَوابُ عَمَّرْتُك فيها (٦٦٦) بعدَ البيتِ.

وأنشد في فَصْلٍ ترجَمَتُهُ: وهذا ذِكْرُ معنى سُبْحانَ، للأعشى (٦٦٧):

[٢٥٨] أَقولُ لَمّا جاءَني فَخْرُهُ … سُبْحانَ مِنْ عَلْقَمَة الفاخِرِ

الشاهدُ فيه نَصبُ (سُبْحانَ) على المصدرِ، ولُزومُها للنَصْبِ من أَجْلِ قِلّةِ التَمَكُّنِ، وحَذْفُ التَنوِينِ منها لأنّها وُضِعَتْ عَلَمًا للكلمةِ فَجَرَتْ في المَنْعِ من الصَرْفِ مَجرى عُثمانَ ونَحْوِه، ومعناها البَراءَةُ والتَنْزِيهُ.

يقولُ هذا لعلقمةَ بنِ عُلاثَةَ الجَعْفَريّ (٦٦٨) في مُنافَرَتِهِ لعامِرِ بنِ الطُفَيل، وكانَ الأعشى قد فَضَّلَ عامِرًا وتَبَرَّأَ مِن علقمةَ وفَخْرِه على عامِرٍ.

وأنشد في البابِ لأُمَيَّةَ بنِ أبي الصَلْت (٦٦٩):

[٢٥٩] سَلامَكَ رَبَّنا في كُلِّ فَجْرٍ … بَريئًا ما تَغَنَّثُكَ الذُمومُ

الشاهدُ فيه قوله: (سَلامَك)، ونَصْبُهُ على المصدر الموضوعِ بَدَلًا مِن اللفظِ بالفعلِ، ومعناه البَراءةُ والتَنْزِيهُ، وهو بمنزلة سُبْحانك في المعنى وقلَّةِ التمكُّنِ.

ونَصَبَ (بريئًا) على الحالِ المؤكِّدَة والتقدير أُبرِئك بريئًا، لأنّ معنى (سَلامَك) كمعنى أُبرِئك.

ومعنى تَغَنَّثُكَ تَعلَقُ بك، وهو (٦٧٠) بالثاءِ ثَلاثَ نُقَطٍ، والذُّمومُ جَمعُ ذَمٍّ، أَيْ: لا تَلحَقُكَ صفةُ ذَمٍّ.


(٦٦٦) يعني قول ابن أحمر في شعره: ٦٠.
هَلْ لامَني مِن صاحِبِ صاحَبْتُهُ … من حاسِرٍ أو دارعٍ أو مُرْتَدي
(٦٦٧) الكتاب ١/ ١٦٣، شعره: ١٩٣.
(٦٦٨) ينظر في المنافرة: الأغاني ١٦/ ٢١٥.
(٦٦٩) الكتاب ١/ ٦٤، ديوانه ٢٧٦.
(٦٧٠) في ط: وهي.

<<  <   >  >>