للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جُزْءٍ منه مَفْرقًا على الاتْساع، ثم يُكَسَّرُ على مفارِقَ كما يُقال: أَتَيْتُكَ عُشَيَاناتٍ [ومُغَيْرِباناتٍ] (١٩٩٢)] فجعلوا كُلِّ جُزْءٍ مِن الوَقْتِ عُشَيْشِيَةً (١٩٩٣) ومغيربًا ثُمَّ جَمَعوا.

والقَتِيرُ: الشَيبُ، وأصلُهُ من القَتَرِ وهو الغُبارُ؛ لأنّ الشَعرَ قَد تَغَبَّرَ (١٩٩٤) به.

وأنشد في البابِ للنابغةِ الجَعْدِيّ (١٩٩٥):

[٨٤١] كأنَّ الغُبارَ الذي غادَرَتْ … ضُحَيًّا دَوَاخنُ مِن تَنْضُبِ

الشاهدُ فيه تصغيرُ (ضُحًى) على (ضُحَيٌّ)، وكان القياسُ أنْ تصَغَّرَ بالهاءِ لأنَّها مؤنَّثَةٌ، إلا أنَّهم صَغَّروها بغيرِ هاءٍ لِئَلا تَلْبَسَ بتصغيرِ ضَحْوَة.

وَصَفَ غُبارًا أثَارَتْهُ حَوافِرُ فَرَسِه، فشَبَّهَهُ بدُخانِ التَنْضُبِ في سُطوعِهِ وكَثَافَتِهِ. ومعنى غادَرَتْ تَركَتْ. والدَواخِنُ: جَمعُ دُخان على غيرِ قِياس كأنَّه تكسيرُ داخِنَةٍ. والتَنْضُبُ: شَجَرٌ كثيرٌ الدُخَانِ، واحدَتُه تَنْضُبَةٌ، والحِرْباءُ يَألَفُها فيقالُ: حِرْباءُ تَنْضُبَةٍ.

وأنشد في البابِ لرؤيَةَ (١٩٩٦):

[٨٤٢] صُبَيَّةً على الدُخَانِ رُمْكَا … ما إنْ عَدَا أصغرهم أنْ زَكًّا

الشاهدُ فيه تحقيرُ (١٩٩٧) (صِبْيَةٍ) على (صُبَيَّةٍ) على لَفظِها، والأكثَرُ في كلامِهم أُصَيْبِيَةٌ، يَرُدّونَهَ إلى (أَفْعِلَةٍ) لاطَّرادِهِ في جَمعِ (فَعِيلٍ) إذا أرادوا أقلَّ العَدَدِ.

وَصَفَ صِبْيَةٌ صِغارًا قَد اغبَرُّوا وتَشَعَّثوا لشدَّةِ الزَمانِ وكَلَبِ الشِتاءِ والبَرْدِ. والرُمْكُ جَمعُ أَرْمَكَ، والرُمْكَةُ: لونٌ كلَونِ الرَمادِ. ومعنى عَدَا جاوَزَ. والزَكِيكُ: الدَبِيبُ،


(١٩٩٢) في الأصل: عُشَيْشياتٍ ومُغيرباتٍ، والتصحيح من ط والكتاب ٢/ ١٣٧.
(١٩٩٣) في الكتاب ٢/ ١٣٧ - ١٣٨: كأنهم سمّوا كل جزء منه عَشيَّة.
(١٩٩٤) في ط: يغير.
(١٩٩٥) الكتاب ٢/ ١٣٨، شعره: ١٦.
(١٩٩٦) ديوانه ١٢٠، وفيه: غُليمةٌ من، ولم ينسب في الكتاب ٢/ ١٣٩.
(١٩٩٧) في ط: تصغير.

<<  <   >  >>