للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد في الباب لذي الرُمَّةِ (١٠٥٥):

[٤٣٩] أدارًا بِحُزْوَي هِجْتِ للعَيْن عَبْرَةً … فماءُ الهَوَى يَرْفَضُّ أو يَتَرَقْرَقُ

الشاهدُ فيه نَصْبُ (دارٍ) لأنّه مُنادًى منكورٌ في اللفظِ، لاتِّصالِهِ بالمجرورِ بَعدَه ووقوعِهِ موقعَ صِفَتِهِ، فكأنّه (١٠٥٦) قال: أدارًا مستَقِرَّةً بحُزْوَى، فجرى لَفظُهُ على التنكيرِ وإنْ كانَ مقصودًا بالنداءِ ومعرفةً (١٠٥٧) في التَحصيلِ.

ونَظيرُه مِمّا ينتصبُ وهو معرفةٌ لأنّ ما بَعدَهُ مِن صِلَتِهِ فضارَعَ المُضاف قَولُهم: يا خَيْرًا من زَيدٍ، وكذلك ما نُقِلَ إلى النداءِ موصوفًا مِمّا تُوصفُ به النكرةُ جَرى عليه لَفظُ المنادى المَنكوِر وإنْ كان في المعنى معرفةً.

وَصَفَ أنَّه نَظَر إلى دارٍ بعَيْنِها عَهِدَ فيها مَنْ يُجِبُّ فهاجَتْ شَوْقَهُ وحُزْنهُ. وحُزوَى: موضعٌ بِعَيْنِهِ. وأرادَ بماءِ الهَوَى الدّمْعَ لأنّه يَبْعَثُهُ. ومعنى يَرْفَضُّ يَنْصَبُّ مُتفرِّقًا، ومنه سُمِّيت الرافِضَةُ لتَفَرُّقهم عن زيد بن عليّ (١٠٥٨). وتَرَقْرُقْهُ: جَوَلانُهُ في العَينِ.

وأنشد في البابِ لتَوْبَةَ بن الحُمَيِّرِ (١٠٥٩):

[٤٤٠] لَعَلّكَ يا تَيْسًا نَزَا في مَرِيرَةٍ … مُعَذِّبُ لَيلَى أَنْ تَراني أزُورُها

الشاهدُ فيه نَصْبُ (تَيْسٍ) لأنّه مُنادًى منكورٌ في اللفظِ لِوَصْفِهِ بالفِعلِ، ولا تُوصَفُ به إلّا النكرةُ (١٠٦٠)، والقول فيه كالقَولِ في الذي قَبْلَهُ.

توعَّدَ زَوجَ ليلَى الأخْيَلِيِّةِ لِمَنْعِهِ من زيارتها، فجَعَلَه كالتَيْسِ النازي في حَبْلِهِ.


(١٠٥٥) الكتاب ١/ ٣١١، ديوانه ٤٧٧.
(١٠٥٦) في ط: كأنّه.
(١٠٥٧) في ط: معرفة.
(١٠٥٨) هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
(١٠٥٩) الكتاب ١/ ٣١٢، ديوانه ٣٧، وتوبَةُ بن الحُمَيِّر الخفاجي، أحَدُ عُشّاق العرب المشهورين، وصاحب ليلى الأخيلية. (الشعر والشعراء: ٤٤٥، الأغاني ١١/ ٢٠٤).
(١٠٦٠) في ط: النكرات.

<<  <   >  >>