للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوَجْهِ، ويُقال لها أيضًا: التَناصُفُ لأنَّها في منتَصَفِ الوَجْه إذا قُسِمَ، وهي أحسَنُ ما في الوَجْهِ وأَنوَرُ فَيُنْسَبُ إليها الحُسْنُ فيقال له: القَسامُ لِظُهورِهِ هنا وتَبَيُّنه.

وأنشد في البابِ (٩٤١):

[٣٩٥] ووَجْهٌ مُشْرِقُ النَحْرِ … كأَنْ ثَدْياهُ حُقّانِ

الشاهِدُ فيه تَخفيفُ (كأنَّ) وحَذْفُ اسمِها، والتقديرُ كأنْهُ ثَدياهُ حُقّان. ويَجوزُ كأنْ ثَدْيَيْهَ "حُقان" على إعمال (كأنْ) مُخَفَّفةً (٩٤٢). والهاءُ في (ثَدْيَيْهِ) عائدةٌ على الوَجْهِ أو النَحْرِ، والمعنى كأن ثَدْيَي صاحِبه حُقّانِ.

وأنشد في البابِ للفَرزدقِ (٩٤٣):

[٣٩٦] فَلَو كُنتَ ظَبِّيًا عَرَفْتَ قَرابَتي … ولكنَّ زَنْجِيّ عَظيمُ المَشافِرِ

الشاهِدُ في (٩٤٤) رَفْعِ (زَنْجِيٍّ) على الخَبَرِ، وحَذْفِ اسم (لكنّ) ضرورةً، والتقديرُ ولكنَّكَ زَنْجِيٌّ. ويجوزُ نَصْبُ زَنْجِيٍّ بـ (لكنَّ) على إضمارِ الخبرِ وهو أَقْيَسُ، والتقديرُ ولكنَّ زَنْجِيًّا عَظيمَ المَشافِرِ لا يَعرِفُ قَرابتي.

هَجا رُجُلًا من ضَبَّةَ فَنفَاه عنها ونَسَبَهُ إلى الزنجِ. وأصلُ المِشْفَرِ للبَعيرِ فاستعارَهُ للإنسان لِما قَصَده مِن تَشْنيعِ الخَلقِ. والقَرابَةُ التي بينَ ضَبَّةَ وبَيْنَهُ أنَّه من تَميمِ بن مُرُ بن أُدِّ بن طابخَةَ، وضَبَّةُ هو ابنْ أُدٍّ بنِ طابِخَةَ (٩٤٥).


(٩٤١) البيت بلا عزو في: الكتاب ١/ ٢٨١، الأصول ١/ ٢٩٨، المصنف ٣/ ١٢٨، الأمالي الشجرية ١/ ٢٣٧، الإنصاف ١٩٧، شرح المفصل ٨/ ٨٢، اللسان (انن)، الأشموني ١/ ٢٩٣، الخزانة ٤/ ٣٦٤.
(٩٤٢) وهي رواية الأخفش. ينظر: النكت ٥١٤.
(٩٤٣) الكتاب ١/ ٢٨٢، شرح ديوانه ٤٨١.
(٩٤٤) في ط: فيه.
(٩٤٥) ينظر: جمهرة أنساب العرب ٢٠٣.

<<  <   >  >>