للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد في [هذا] الباب للعَجّاج (٧٣٢):

[٢٨٨] يَرْكَبُ كُلٍّ عاقِرٍ جُمْهُورِ

مَخَافَةً وزَعَلَ المَحْبُورِ

والهَوْلَ مِن تَهَوُّل القُبورِ

الشاهدُ فيه نَصْبُ (مَخافَةٍ) وما بَعدَه على المَفعولِ له، وعِلَّتُهُ كعِلَّةِ ما قَبْلَه.

وَصَفَ ثَورًا وَحْشِيًّا فيقول: يَركَبُ لِنَشاطِهِ وقُوَّتِهِ كُلَّ عاقِرٍ مِن الرَملِ وهو الذي لا يُنْبِتُ، والجُمْهُورُ: المُتراكِبُ، لخَوفِهِ من صائدٍ (٧٣٣) أو سَبُعٍ، أو لزَعَلِهِ وسُرورِهِ، والزَعَلُ: النَشاطُ، والمَحْبورُ: المَسْرورُ، ولِهَوْلٍ يَهولُهُ كَهَوْلِ القُبورِ، ويُروى الهُبور وهي الغياباتُ مِن الأرضِ المُطْمئنَاتُ واحِدُها هَبْرٌ لأنَّها مَكْمَنٌ للصائدِ فهو يَخافُها لذلك.

وأنشد في بابٍ ترجَمَتُهُ: هذا بابٌ ما ينتصبُ من المصادرِ لأنّه حالٌ وَقَع فيه الأمرُ، لزُهير بن أبي سُلْمَي (٧٣٤):

[٢٨٩] فَلأيًا بلأيٍ ما حَمَلْنا وَلِيدَنا … على ظَهْرِ مَحْبوكِ ظِماءٍ مَفَاصِلُهْ

الشاهدُ فيه قَولُه: (لأيًا بلأيٍ) ونَصْبُهُ على المصدرِ الموضوعِ موضعَ الحالِ، والتقديرُ حَمَلْنا وَلِيدَنا مُبْطِئين مُلْتَئين.

وَصَفَ فَرَسًا بالنَشاطِ وشِدَّةِ الخَلْقِ فيقول: إذا حَمَلْنا الغُلامَ عليه ليَصِيدَ امتَنَعَ لنَشاطه فلم يَحْمِلْه إلّا بَعدَ إبْطاءٍ وجَهْدٍ. والأَيُ: الإِبْطاءُ، ولا فِعلَ له يجري عليه، ولكنْ يقال: التَأَتْ عليه الحاجَةُ إذا أَبْطَأَتْ. والمَحْبوكُ: الشَدِيدُ الخَلْقِ. والظِماءُ هُنا القَليلةُ اللَّحمِ وهو المَحْمودُ منها، وأَصلُ الظَمَإ العَطَشُ.


(٧٣٢) الكتاب ١/ ١٨٥، وفيه: تَهَوُّلِ الهُبُورِ، ديوانه ٢٣٠.
(٧٣٣) في ط: طائر، وهو تحريف.
(٧٣٤) الكتاب ١/ ١٨٦، شرح ديوانه ١٣٣، وروايته فيه: قَدْ حَمَلْنا غُلامَنَا.

<<  <   >  >>