للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاهِدُ في (٢١٣٤) جَمْعِ ساعَةٍ على ساعٍ، بحَذْفِ الهاءِ للجميع، كما قالوا: تَمرةٌ وتَمْرٌ، ونَخْلَةً ونَخْلٌ، وأكثَرُ ما يَجِيءُ هذا في الأجْناسِ.

يقولُ هذا في مُحارَبَةِ تَغْلِبَ لِبَكْر، والقُطامِيُّ مِن بَني تَغْلِبَ. والغابُ: الشَجَرُ المُلْتَفُّ. ومعنى يَخْبُو يَسْكُنُ لَهَبُهُ.

وأنشد في البابِ للعَجَّاجِ (٢١٣٥):

[٩٠٣] وخَطَرَتْ أَيْدِي الكُمَاةِ وخَطَرْ … رَايٌ إذا أَوْرَدَهُ الطَعْنُ صَدَرْ

الشاهِدُ فيه جَمْعُ رايَةٍ على رَايٍ، كما قالوا: تَمرةٌ وتَمْرٌ، وأكْثَرُ ما يَجِيءُ هذا في الأجْناسِ المَخْلوقَة، ولا يكادُ يَقَعُ فيما يَصْنَعُهُ الآدَمِيّونَ إلَّا نَادِرًا.

ومعنى خَطَرَتْ اختَلَفَتْ يَمِينًا وشِمالًا عندَ القِتال، وكذلك (٢١٣٦) خَطَرْانُ الراياتِ (٢١٣٧). والرايُ مرتفِعَةٌ ب (خَطَرَ). وقولُه: إذا أورَدَهُ الطَعْنُ [صَدَر]؛ أيْ: إذا أورَدَهُ الطاعِنُ به دَمَ المَطعونِ صَدَر كما يَصدُرُ الوارِدُ عن الماءِ بَعدَ الوُرود، وهذا مَثَلٌ، وجَعَلَ الفِعلَ للطَعْنِ مَجَازًا.

وأنشد في بابٍ آخَرَ مِن الجَمعِ للمُخَبَّلِ السَّعْدِيَّ (٢١٣٨):

[٩٠٤] وَهُمْ أَهْلاتٌ حَولَ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ … إذا أَدْلَجُوا باللَّيلِ يَدْعُونَ كَوْثَرَا

الشاهِدُ فيه جَمعُ أَهْلٍ على أَهْلَاتٍ بالألِفِ والتاء، وتَحريكُ الثاني. ووَجْهُ دُخولِ الألِفِ والتاءِ فيه حَمْلُ أَهْلٍ على معنى الجماعَةِ؛ لأنَّه يُؤدِّي عن معناها وإنْ لم تكُنْ فيه الهاءُ فَجُمِعَ بالألِفِ والتاءِ كما تُجْمَعُ، ووَجْهُ تَحريكِ الثاني تَشْبيهُهُ بأَرَضَاتٍ لأنَّه في الجَمعِ مؤنَّثٌ مِثْلُها، ولأنَّ [حُكْمَ ما جُمِعَ] (٢١٣٩) بالألِفِ والتاءِ مِن بابِ (فَعْلَةٍ)


(٢١٣٤) في ط: فيه.
(٢١٣٥) الكتاب ٢/ ١٨٩، ديوانه ٣٨.
(٢١٣٦) في ط: وكذا.
(٢١٣٧) في ط: الذَنَب.
(٢١٣٨) الكتاب ٢/ ١٩١، شعره: ١٢٥.
(٢١٣٩) في ط: لأنَّ في ط لأنَّ حُكْمَ ما يُجمع.

<<  <   >  >>