للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاهدُ في (٨٩٠) رَفْعِ (مُقَيِّظٍ) وما بَعدَه على الخبر "بَعدَ الخبر" كما تقولُ: هذا زيدٌ منطلقٌ، والنَصْبُ فيه على الحالِ أكثرُ وأحسَنُ، ويَجوزُ رَفْعُهُ على البَدَلِ أو على خَبَرِ ابتداءٍ مُضْمَرٍ.

والبَتُّ: الكِساءُ، وجَعَلَه مُقَيِّظًا على السَعَةِ، والمعنى مُقَيِّظٌ فيه كما قالوا: نَهارُكَ صائمٌ والمعنى يُصامُ فيه، يريدُ أنّه لا شَيءَ له إلّا كِساؤهُ فهو يَستعمِلُهُ في كُلِّ زَمانٍ.

وأنشد في البابِ للأخطلِ (٨٩١):

[٣٦٨] ولَقَدْ أَبِيتُ مِن الفَتاةِ بمنزلٍ … فأَبِيتُ لا حَرِجٌ ولا مَحْرومُ

الشاهدُ في رَفْعِ (حَرِجٍ ومَحْرومٍ)، وكانَ وَجْهُ الكلامِ نَصْبهما على الحالِ أَو الخبرِ.

وَوَجْهُ رَفْعِهما عندَ الخَليلِ (٨٩٢) الحَملُ على الحِكايةِ، والمعنى فأبِيتُ كالذي يُقالُ له: لا حَرِجٌ ولا محرومٌ، ولا يَجوزُ رَفْعُهُ حَمْلًا على مبتدإٍ مُضْمَرٍ، كما لا يَجوزُ كانَ زَيدٌ لا قائمٌ ولا قاعِدٌ، على تقديرِ لا هو قائمٌ ولا هو قاعِدٌ، لأنّه ليسَ موضعَ تَبْعيضٍ وقَطْعٍ، فلذلك حَمَلَه على الحكايةِ كما قال (٨٩٣):

بني شابَ قَرْناها

ويَجوزُ رَفْعُهُ على الابتداءِ وإضمارِ الخبرِ على معنى فأَبِيتُ لا حَرِجٌ ولا مَحرومٌ في المكانِ الذي أَبِيتُ فيه، وحُذِفَ (٨٩٤) هذا لِعِلْمِ السامعِ، وإذا نَفَى أنْ يكونَ في مكانِ مَبِيته حَرِجٌ أو محرومٌ، فهو غَيرُ حَرِجٍ وغَيرُ محرومٍ، لأنّه في ذلك المكان، يقول: أبيتُ منها قَريبًا مَكِينًا لا أَتَحَرّجُ مِن لذَّةٍ ولا أُحْرَمَ إرادَةً.


(٨٩٠) في ط: فيه.
(٨٩١) الكتاب ١/ ٢٥٩، شعره: ٣٨٢.
(٨٩٢) الكتاب ١/ ٢٥٩.
(٨٩٣) هذا جزء من شاهدٍ سيأتي بعد الشاهد القادم.
(٨٩٤) في ط: ثم حذف.

<<  <   >  >>