للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكَذَبَ، لا بُدَّ مِن فَناءِ الدَهْرِ.

وأنشد في البابِ لمالِكِ بن الرَيْبِ المازِنِيّ (١٧١٣):

[٧١٢] أَلا لَيتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَتِ الرَحَى … الحَزْنِ أَمْ أَضْحَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا

الشاهدُ في قولِهِ: (أَمْ أَضْحَتْ) واستِئنافِ السُؤالِ ب (أَمْ)، ولو جَعَلَ مكانَها (أَو) لجازَ.

يَقول هذا عندَ مَوتِهِ غَريبًا بخُراسانَ، وهو مِن بني مازِنِ بنِ مالك بن عَمرو بن تَميم. والحَزْنُ من بِلادِ تَميم وكذلك فَلْجٌ، وأرادَ بالرَحَى مُعظَمَ الموضعِ ومجتمعَهُ.

وأنشد في البابِ لعَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَةَ (١٧١٤):

[٧١٣] هَلْ ما عَلِمْتَ وما استُودِعْتَ مَكْتُومُ … أَمْ حَبْلُها إذْ نَأَتْكَ اليَومَ مَصْرومُ

أَمْ هَلْ كَبيرٌ بَكَى لَمْ يَقْضِ عَبْرَتَهُ … إِثْرَ الأحِبَّةِ يَومَ البَيْنِ مَشْكُومُ

الشاهدُ في دُخولِ (أَمْ) منقطعةً في البيتينِ.

يقولُ: هَلْ تَبوحُ بما استَوْدَعَتْكَ مِن سِرِّها يَأْسًا منها أو تصرمُ حَبْلَها لِنَأْيِها عَنكَ ويُعْدِها؟ ثُمَّ قالَ: أَمْ هَلْ كبيرٌ بَكَى، فاستَأْنَفَ السؤالَ والتقريرَ، وأرادَ بالكبير نَفْسَهُ، أيْ: هَلْ تُجازِيكَ لِبُكائكَ على إثْرِها وأَنتَ شَيْخٌ؟ والعَبْرَةُ: الدَمْعَةُ. والمَشْكُومُ: المُجازَى، والشُكْمُ: العَطِيَّةُ جَزاءً، فإنْ كانَت ابتِداءً فهي الشُكْدُ (١٧١٥):

وأنشد في بابٍ من أَبوابِ (أوْ) لحَسّانَ <بنِ ثابتٍ> (١٧١٦):

[٧١٤] ما أُبالِي أَنَبَّ بالحَزْنِ تَيْسٌ … أَمْ لَحَانِي بِظَهْر غَيْب لَئِيُم


(١٧١٣) الكتاب ١/ ٤٨٧، شعره: ٤٦.
(١٧١٤) الكتاب ١/ ٤٨٧، ديوانه ٥٠.
(١٧١٥) في ط: الشكر، والصواب ما ورد في الأصل، وينظر: اللسان (شكم).
(١٧١٦) الكتاب ١/ ٤٨٨، ديوانه (تحقيق وليد عرفات) ١/ ٤٠.

<<  <   >  >>