للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد في البابِ لرؤبة (٧٤٣):

[٢٩٤] إنَّ نِزارًا أَصبَحَتْ نِزارا

دَعْوَةَ أَبْرارٍ دَعَوْا أَبْرارا

الشاهدُ فيه نَصْبُ (الدَعْوةِ) على المصدرِ المؤكَّدِ به ما قَبْلَه، لأنّه لَمّا قال: إنّ نِزارًا أصبَحَتْ نِزارا، عُلِمَ أنَّهم على دَعوةٍ بَرَّةٍ لاصطِلاحهم وتَآلُفِهم.

والمعنى انَّ ربيعةَ ومُضَرَ ابْنَي نِزارٍ كانت بينهما حَربٌ بالبَصرةِ وتَقاطُعٌ فكانَ المُضَرِيُّ ينتمي في الحرب إلى مُضَرَ ويَجعَلُها شِعارَهُ، والرَبَعيُّ ينتمي إلى ربيعةَ، فلمّا اصطلحوا انتموا كُلُّهم إلى أبيهم نِزارٍ وجَعَلوه شِعارَهم فجَعَل دَعْوتَهم بَرَّةُ لذلك.

وأنشد في الباب للواعي (٧٤٤):

[٢٩٥] دَأَبْتُ إلى أنْ يَنْبُتَ الظِلُّ بَعدَما … تَقاصَرَ حتّى كادَ في الآلِ يَمْصَحُ

وَجِيفَ المَطايا ثُمَّ قَلتُ لصُحْبَتي … ولم يَنْزِلوا أبْرَدْتُمُ فَتَرَوَّحُوا

الشاهدُ فيه نَصْبُ (وَجِيفِ المَطايا) على المصدر المؤكِّدِ لمعنى قولِهِ: (دَأَبْتُ)، لأنّه بمعنى وَصَلْتُ السَيرَ فأَوْجَفْتُ المَطِيَّ، أي: سَيَّرتُها الوَجِيفَ وهو سَيرٌ سَرِيعٌ.

وَصَفَ أنّه وَصَلَ السَيرَ إلى الهاجرةِ ثُمَّ نَزَلَ مُبْرِدًا بأصحابِهِ ثُمَّ راحَ سائرًا. ومعنى قوله: (إلى أنْ يَنْبُتَ الظِلُّ)، أي: إلى أنْ يأخُذَ في الزِيادةِ بعدَ زَوالِ الشَمسِ ويَنْموَ، يقال: نَبَتَ لفُلانٍ مالٌ إذا نَما وزادَ. والآلُ: الشَخصُ. ومعنى يَمصَحُ يذهَبُ يُريد عندَ قائم الظَهيرةِ إذا انتَعَلَ (٧٤٥) الشَخصُ ظِلَّهُ. والمَطايا: الرواحِلُ


(٧٤٣) الرجز لرؤبة في: الكتاب ١/ ١٩١، النكت ٤٠٦، وقد أخَلَّ بهما ديوانه، وهما بلا عزو في: التمام ٤٠، المخصص ١٥/ ١٣٧، الافصاح ٢٠٨، شرح المفصل ١/ ١١٧.
(٧٤٤) الكتاب ١/ ١٩١ - ١٩٢، شعره: ١٩١.
(٧٤٥) في ط: انتقل، وهو تصحيف.

<<  <   >  >>