للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد في البابِ للنابغة (١٨٢٩):

[٧٦٦] إنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْنَنا … فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحتَمَلْتَ فَجَارِ

الشاهُد في قَولِهِ: (فَجَارِ)، وهو اسمْ للفُجُورِ، ومعدولٌ عَنْ مؤنَّثٍ، كأنَّه عُدِلَ عَن الفَجْرَةٍ بَعدَ أنْ سَمَّى بها الفُجُورَ كما سَمَّى البِرَّ بَرُّةً، ولو عَدَلَها لقالَ: بَرَارِ كما قالَ: فَجَارِ.

يَقولُ هذا لزُرْعَةَ بنِ عَمرو الكلابيّ، وكانَ قَدْ عَرَض عليه وعلى بَنِيهِ أنْ يَغدروا بِبَني (١٨٣٠) أَسَدٍ ويَنْقُضُوا حَلفَهم، فأَبَى عليه وجَعَلَ خُطَّتَهُ التي التَزَمَها مِن الوَفاءِ بَرَّةِّ وَخُطَّةَ زُرْعَةَ لِما دَعاه إليه من الغَدْرِ ونَقْضِ الحلفِ فاجِرَةً.

وأنشده في البابِ (١٨٣١):

[٧٦٧] فَقُلْتُ امكُثِي حَتَّى يَسَارِ لَعَلَّنا … نَحُجُّ مَعًا قالَتْ: أَعامًا وقابِلَهْ

الشاهدُ في قَوِلِه: (يَسَارِ) وهو اسمُ لليُسْرِ ومعدولٌ عَن المَيْسَرَةِ، والمَيْسَرَةُ واليُسْرُ بمعنى الغِنَى.

يقولُ: عَرَضْتُ عليها التَرَبُّصَ عليّ والمُكْثَ، حتى أُوسِرَ فأَستطيع الحَجَّ، فقالَتْ: أَعامًا وقابِلَهُ أَيْ: أَأَتَرَبَّصُ هذا العامَ والعامَ القابِل؟ والقابِلُ بمعنى المُقْبِل، وهو جارٍ على قَبَلَ، ويُقال: قَبَلَ وأقْبَلَ، ودَبَرَ وأَدْبَرَ.

وأنشد في البابِ للنابغةِ الجَعْديّ (١٨٣٢)، ويُروى لابنِ الخَرِعِ:


(١٨٢٩) الكتاب ٢/ ٣٨، ديوان النابغة الذبياني ٩٨.
(١٨٣٠) في ط: بني.
(١٨٣١) في الكتاب ٢/ ٣٩: فقال: والبيت لحُميد بن ثور في ديوانه ١١٧، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٧٣، ولحُمَيد الأرقط في الخزانة ٣/ ٦٥ - ٧٠، وهو بلا عزو في: الكتاب ٢/ ٣٩، المخصص ١٧/ ٦٤، النكت ٨٥٣، الأمالي الشجرية ٢/ ١١٣، شرح المفصل ٤/ ٥٥، وروايته في الديوان:
نَحُجُّ فقالَتْ لي أعامٌ وقابِلُ
(١٨٣٢) الكتاب، ٢/ ٣٩، شعر النابغة الجعدي ٢٤١.

<<  <   >  >>