كتاب تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب

[٥٠٠] أبي الاسلام لا أب لي سواه ... إذا افتخروا بقيس أو تميم - ص: 345

وقد تَقَدَّم (١٢١٤) بَعِلَّيِهِ (١٢١٥).

وأنشد في البابِ لِنَهارِ بنِ تَوْسِعَةَ اليَشْكُرِيّ (١٢١٦).

[٥٠٠] أَبِي الاسلامُ لا أَبُ لي سِواهُ … إذا افتَخَروا بِقَيْسٍ أو تَمِيمٍ

الشاهدُ فيه جَعْلُهُ المجرورَ خَبَرَ (لا) في قوله: (لا أَبُ لي)، ولو أرادَ الإضافَةَ وتأكيدَها باللامِ المُقْحَمَةِ لَقالَ: لا أُبالي، وأحتاجَ إلى إضمارِ الخَبرِ كما يُحتاجُ إليه إذا أُضِيفَ فقيلَ: لا أباكَ كما قالَ: (١٢١٧)

وأيُّ كريمٍ لا أَباكَ يُخَلَّدُ

يقولُ: إذا اعتزَى غَيرِي إلى قَومِهِ وانتَمَى إليهم في الشَرَفِ فأنا مُعْتَزٍ للإسلامِ مُنْتَمٍ في الشَرَفِ إليه، وإنّما قالَ هذا لأنَّ يَشْكُرَ مِن بَكْرِ بنِ وائلٍ في غَيرِ البيتِ وموضعِ الشَرَفِ.

وأنشد في الباب (١٢١٨):

[٥٠١] لا أَبَ وابْنًا مِثْلُ مَروانَ وابْنِهِ … إذا هو بالمَجْدِ ارتَدَى وتَأَزَّرا

الشاهدُ فيه عَطْفْ (ابنٍ) على المنصوبِ بـ (لا) وتَنْوِينُهُ، لأنَّ المعطوفَ لا يُجْعَلُ وما قَبْلَه (١٢١٩) بمنزلةِ اسمٍ واحدٍ لأنّهما مع حرفِ العَطفِ ثلاثَهُ أشياءَ والثَلاثَهُ لا تُجعَلُ

---

(١٢١٤) في ط: مَرَّ.
(١٢١٥) ينظر الشاهد (١٤٣).
(١٢١٦) الكتاب ١/ ٣٤٨، شعره: ١٠١، ونَهَار أشعرُّ بكر بن وائل بخراسان في العصر الإسلامي. (الشعر والشعراء: ٥٣٧، المؤتلف والمختلف ٢٩٦).
(١٢١٧) مسكين الدارمي في الكتاب ١/ ٣٤٦، شعره: ٥٠، وهو في الديوان برواية: لا أَباكَ يُمَتَّعُ، وفي شعره: يُمَنَّعُ.
وصدره: وقَدْ ماتَ شَمَّاخٌ وماتَ مُزَرَّدٌ.
ولم يتعرض لذكره الأعلم الشنتمري في هذا الموضع، ولم يشرحه.
(١٢١٨) البيتُ بلا عزو في: الكتابه ١/ ٣٤٩، معاني القرآن ١/ ١٢٠، المقتضب ٤/ ٣٧٢، النكت ٦٠٠، شرح المفصل ٢/ ١٠١، المقاصد النحوية ٢/ ٣٥٥، الخزانة ٢/ ١٠٢.
(١٢١٩) في ط: وما بَعدَه.