للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَصَفَ ما جُبِلَ عليه من عِزَّةِ النَفْسِ وبُعْدِ الهِمَّةِ فيقول: لَمْ أَزَلْ مُحَسِّدًا يَضْطَغَنُ عليَّ، ومُضطَلِعًا للأضْغانِ على العَدُوّ ومُطالِبًا له. والمُضْطَلِعُ ها هُنا الحامِلُ بينَ أَضْلاعِهِ الضَغينةَ والعَداوَةَ. واليافِعُ: الذي ناهَزَ الحُلُمَ، وأَضْلُهُ مِن اليَفاعِ وهو المرتفعُ من الأرضِ، وفِعْلُهُ أَيفَعَ وهو نادِرٌ.

وأنشد في البابِ للأعشى (٨٣٠):

[٣٤١] فَإمّا تَرَيْ لِمَّتي بُدِّلَتْ … فإنَّ الحوادِثَ أَودَى بِها

الشاهدُ فيه حَذْفُ التاءِ مِن (أَوْدَتْ) ضَرورةً، ودَعاهُ إلى حَذْفِها أنّ القافيةَ مُردَفَةٌ بالألف، وسَوّغَ له حَذْفَها أنَّ تأنيثَ الحوادِثِ غَيرُ حَقيقيّ وهي في معنى الحَدَثَان.

ومعنى أودَى بها ذَهَبَ ببَهْجَتها وحُسْنِها. واللِّمِّةُ الشعرةُ تُلِمُّ بالمَنْكِبِ، وتَبَدُّلُها تَغَيُّرُها من السَوادِ إلى البَياضِ.

وأنشد في البابِ في نَحْوِهِ لعامِر بنِ جُوَيْن الطائي (٨٣١):

[٣٤٢] فَلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها … ولا أَرضٍ أَبْقَلَ إبْقَالَها

الشاهدُ فيه حَذْفُ التاءِ منِ (أَبْقَلَتْ)، لأنَّ الأرضَ بمعنى المكانِ فكأنَّه قال: ولا مكانَ أَبْقَلَ إبقالَها.

وَصَفَ أرضًا مُخْصِبَةً لكثرةِ ما نَزَلَ بها من الغَيثِ. والوَدْقُ: المَطَرُ. والمُزْنَةُ: السحابَةُ. ويُروى (أبقَلَتِ أبْقالَها) بتَخفيفِ الهمزةِ، ولا ضَرورةَ فيه على هذا.

وأنشد في البابِ لطُفَيل الغَنَوي (٨٣٢):


(٨٣٠) الكتاب ١/ ٢٣٩، ديوانه ٢٢١، وروايته فيه:
فإنْ تَمْهَدِيني ولي لِمْةً … فإنَّ الحوادِثَ أَلْوَى بِها
(٨٣١) البيتُ لعامِر في: الكتاب ١/ ٢٤٠، مجاز القرآن ٢/ ٦٧، النكت ٤٦٢، اللسان (بقل)، شرح شواهد المغني ٩٤٣، الخزانة ١/ ٢١ - ٢٢.
(٨٣٢) الكتاب ١/ ٢٤٠، ديوانه ٥٥.

<<  <   >  >>