للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنّما قَصدُهُ منها إلى الحمام الوُرْقِ المعروفةِ، وهي تألَفُ الجِبالَ والحُزونَ (١٦)، والنَجْدُ: ما ارتَفَعَ من الأرض، ولا تألَفُ الفَيافي والسُهول كالقَطا ونحوه (١٧).

وأنشد في الباب < في > مثل ذلك (١٨):

[٣] فَطِرْتُ بمُنصُلي في يَعمَلاتٍ … دَوامي الأيْد يَخْبِطْنَ السَريحا

حَذَفَ الياءَ من (الأيدي) مع الألف واللام ضرورةً كما حذَفَها من الأوّل مع الإضافةِ والعِلَّةُ < في ذلك > واحدةٌ، وقد تَقَدّمَت فاستُغني عن إعادتها.

وصف أنّه أسرع القيامَ بسيفهِ وهو المُنْصُل في نُوقٍ فعَقَرهُنّ للأضياف أو لأصحابه مع حاجتِهِ إليهنّ، وذَكَر أنّهنّ دَوامي الأيدي إشارةً إلى أنّه في سَفَر فقد حَفِينَ < من المَشْي > لإدْمان السير ودَمِيَتْ أخفافُهنّ فأنِعلنّ السَريحَ وهي جُلودٌ أو خِرَقٌ تُشَدّ على أخفافهنّ، وواحدةُ اليَعْملات يَعمَلةٌ وهي القويَّة على العمل، وواحدةُ السَريح سَريحةٌ واشتِقاقُها من التَسريح، كأنّ الناقة قامت من الحَفاء فلمّا أنعلتُها تَسرّحَت وانبَعَثَت، والسريحُ الناقةُ الخفيفةُ السريعةُ.

وأنشد في الباب للنجاشيّ (١٩):

[٤] فَلَستُ بآتيهِ ولا أستطيعُهُ … ولاكِ اسقِنِي إن كان مأؤك ذا فضلِ

حَذَفَ النونَ من (لكن) لاجتماعِ الساكنين ضرورةً لإقامةِ الوزنِ، وكانَ وجهُ


(١٦) في ط: والجزر.
(١٧) في ط: وغيره.
(١٨) لمُضَرّس بن ربعي الأسدي في شرح أبيات سيبويه ١/ ٤٦ - ٤٧ ولمضرس أو يزيد بن الطثرية في شرح شواهد المغني ٥٩٨، وقد أخل به شعر يزيد، ولم يُنسب في الكتاب ١/ ٩، الخصائص ٢/ ٢٦٩، النكت ١٥٥، الإنصاف ٥٤٥.
(١٩) البيت له في: الكتاب ١/ ٩، النكت ١٥٥ - ١٥٦، الحماسة البصرية ٢/ ٢٥٠، الخزانة ٤/ ٣٦٧، والنجاشي هو قيس بن عمرو بن مالك الحارثي، شاعر إسلامي. (الشعر والشعراء ٣٢٩، الخزانة ٤/ ٣٦٨).

<<  <   >  >>