للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَصَفَ ناقَةً بالنَشاطِ وحِدَّةِ النَظَرِ عندَ الكَلالِ والسَيرِ في الهَواجر (٥٠٦) إذا صارَتَ الشَمسُ على قِمَّةِ الرأسِ فَعَلَتْ راكِبَها. واللَّيَاحُ < واللِّيَاحُ > الأبيضُ اللائح يعني ثورًا وَحْشِيًّا. والتَحديدُ حِدّةُ النظرِ أو حِدَّةُ النَشاطِ.

ويُروى (تَجديدُ) بالجيمِ، وهو من الجُدَّةِ والجُدَّةُ خُطَّةٌ سَوداءُ تُخالِفُ لونَهُ، وكذلك بَقَرُ الوَحْشِ.

وأنشد في البابِ لجرير (٥٠٧):

[١٩١] ألَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القّوافي … فَلا عِيًّا بهنَّ ولا اجْتِلابا

الشاهدُ فيه جَرْيُ (المُسَرَّحِ) مَجْرى التَسْريح وعَمَلُهُ كَعَمَلِهِ لأنّ معناه كمعناه.

يقول: أنا أُسَرِّحُ القَوافي وأُطْلِقُها من عقالها اقتِدارًا عليها، وهذا مَثَل لتَأَتِّيها له وتَيَسُّرها عليه، ثُمّ قالَ: فلا عِيًّا بهنّ < أَيْ: لا أَعْيا بهنَّ عِيًّا > ولا اجتِلابا، أي: لا أجتَلِبُها من شِعرِ غَيرِي، والمعنى لا أسرقُها. وسَكَّنَ الياءَ من القَوافي ضَرورةً، وهي في موضعِ نَصْبٍ بالمُسَرَّحِ.

وأنشد في البابِ لابنِ أحمر في مِثْلِه، وهو عمرو بن أحمر بن العَمَرَّد الباهلي (٥٠٨):

[١٩٢] تَدَارَكْنَ حَيًّا من نُمَيْرِ بن عامِرٍ … أُسارَي تُسامُ الذُلَّ قَتْلًا ومَحْرَبَا

الشاهدُ فيه قوله: (ومَحْرَبا) وهو بمعنى الحَرَبِ فبناه على (مَفْعَلٍ) (٥٠٩)، والحَرَبُ: السَلَبُ، ويجوز أنْ يكونَ مِنَ الغَضَبِ يقال: حَرِبْتُ حَرَبًا ومَحْرَبًا إذا غَضِبْتَ.


(٥٠٦) في ط: الهاجرة.
(٥٠٧) الكتاب ١/ ١١٩، ديوانه ٦٥١، وفيه: تُخْبَر بمَسْرَحِي.
(٥٠٨) الكتاب ١/ ١١٩، شعره: ٤٠.
(٥٠٩) في ط: فعل.

<<  <   >  >>