للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

النداءُ، لعَمرو بنِ الأهْتَم المِنْقَريّ: (١١١٦)

[٤٦٣] إنَّا بَنِي مِنْقَرٍ قَومٌ ذَوُو حَسَبٍ … فِينا سَراةُ بَني سَعْدٍ ونَادِيها

الشاهِدُ فيه نَصْبُ (بَني مِنْقَرٍ) على الاختِصاصِ والفَخْرِ، وذَكَر هذا في بابِ النداءِ لأنَّ العامِلَ فيه وفي المُنادَى فِعْلٌ لا يجوزُ إظهارُهُ مع اشتِراكهما في معنى الاختصاصِ والفَخْرِ على ما بَيَّنَهُ. ورَفَعَ القَومَ لأنّه خَبرٌ لـ (إنَّ)، والمعنى إنَّا قَومٌ ذَوُو حَسَبٍ، ثُمَّ اختَصَّ مَنْ يَعنِي بذلك من الأقوامِ فقالَ: (بَني مِنْقَرٍ) أيْ: أعْنِي هؤلاءِ وأُرِيدُهُم.

وبَنوُ مِنْقَرٍ (١١١٧) من [بني] سَعْدِ بنِ زَيدِ مَناةَ بنِ تَميم. والسَراةُ: السادَةُ، واحِدُهم سَرِيٍّ وهو جَمْعٌ غَريبٌ لا يجري على واحدِهِ، وإنَّما هو اسمٌ يُؤدِّي عن الجمعِ ولذلك جُمِعَ فَقِيل: سَرَوات. والنادي والنَدِيُّ: المَجْلِسُ، واشتقاقُهُ من نِداءِ [بعضِ القوم بعضًا (١١١٨) بالحديث أي: فِينا مُجْتَمَعُ القَومِ وخَوْضُهم في الرأي والتَدبيرِ وإصلاحِ أمر العَشيرةِ.

وأنشد في البابِ للفرزدق: (١١١٩)

[٤٦٤] ألَمْ تَرَ أنَّا بني دارمٍ … زُرارَةُ مِنَّا أبو مَعْبَدِ

الشاهِدُ فيه نَصْبُ (بَني دارِمٍ) على الاختصاص والفَخْرِ، والقَولُ فيه كالقَول في الذي قَبْلَهُ.


(١١١٦) البيت لابن الأهتم في: الكتاب ١/ ٣٢٧، الكامل ٩٩، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٦، النكت ٥٧١، الدرر ١/ ١٤٧، وعمرو بن سِنان المِنْقَري، كان سيدًا من سادات قومه في الجاهلية، وقد وفد على النبي وأسلَمَ. (الشعر والشعراء: ٦٣٢، الأغاني ٤/ ١٥١، معجم الشعراء ٢١).
(١١١٧) مِنْقَر بن عُبَيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. الاشتقاق ٢٤٨، جمهرة أنساب العرب ٢١٦.
(١١١٨) في ط: نِداءِ بعضهم بعضًا.
(١١١٩) الكتاب ١/ ٣٢٧، شرح ديوانه ٢٠٢.

<<  <   >  >>