الشاهدُ في قَولِهِ:(الآكِلَ الأشْلاءَ)، ونَصْبِهِ على الذَمِّ كما تَقَدّمَ، ولو رَفَعَ على القَطْعِ لَجازَ.
هَجَا رَجُلًا فوَصَفَه بالنَهَمِ والقُعودِ عن السَفَرِ، ودَعا على مَنْ يَرْضاه من النِساءِ بالقُبُوحِ. وذَواتُ الخُمُرِ: النِساءُ المُستَتِراتُ المَصوناتُ. والأشْلاءُ: الأعضاءُ بما عَلَيها من اللحمِ. وقَولُه: لا يَحْفِلُ ضَوءَ القَمَر، أيْ: لا يُباليه لأنّه ليسَ مِمّن يَسْري في سَفَرٍ. ويُروى (الأسْلاءَ) وهو جَمعُ سَلًى، أيْ: يأكُلُ الأقذارَ وما لا يَحِلُّ له منَهَمِهِ.
الشاهدُ في نَصْبِ (شَغَارَةٍ وفَطّارَةٍ) على الشَتْمِ، ولو رُفِعَ على الابتداءِ لَجازَ كما تَقَدّمَ.
وَصَفَ أنّ نِساءَ جَريرٍ راعِياتٌ له يَحْلُبْنَ عليه عِشارَةُ، وهي النوق التي أَتَى عليها من حَمْلِها عشرةُ أَشْهُرٍ ثُمّ يَبقى عليها الاسمُ بَعدَ النِتاجِ، واحِدَتُها عُشَراءُ. والشَغّارَةُ: التي تَرفَعُ رِجْلَها ضارِبَةً للفَصيلِ لتمنَعَهُ من الرضاعِ عند الحَلَبِ، يقال: مَغَرَ الكلبُ إذا رَفَع رِجْلَه لِيبولَ. والوَقْذُ: أَشَدُّ الضَرْبِ، والمَوْقوذَةُ: التي نُهِكَتْ ضَرْبًا حتّى أشرَفَتْ على الهَلاكِ. والفَطّارَةُ: التي تَحْلُبُ الفَطْرَ وهو القَبْضُ على الخِلْفِ بأطرافِ الأصابعِ لِصِغَرِه، والضَفُّ: أنْ تَقبضَ عليه بالكَفِّ لِعِظَمِهِ. الأبكارُ: التي نتجتْ أوّلَ بَطْنٍ، واحِدَتُها بِكْرّ، وقَوادِمُها: أَخْلافُها وهي أربعةٌ: قادِمان وآخِران، فَسَمّاها كُلَّها قوادِمَ اتساعًا ومَجازًا، وإنّما وَصَفها بهذا الضَربِ من الحَلَبِ لأنّه أَصعَبُهُ.