للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَبْعٌ قَواءٌ أَذاعَ المُعْصِراتُ به … وكلُّ حَيْران سارٍ ماؤُهُ خَضِلُ

الشاهِدُ فيه رَفْعٌ (الرَبْعِ) على إضمار مبتدأٍ والتقديرُ ذاك رَبْعُ، وجازَ ذلك لِما تَقَدَّمَ من ذِكرِ (٥٨٥) الطَلَلِ الدالِّ عليه، ولو نُصِبَ على أَعْنِي وأذكرُ لكانَ حَسَنًا.

يقول: قد كنتُ سَلَوْتُ عن حُبٍّ سَلمى هذه المرأة، فلمَّا نَظَرتُ إلى آثارِ دارِها (٥٨٦) متغيِّرةً ذَكرتُها فعاوَدَ قلبي حُبُّها.

ومعنى هاجَ حَرَّكَ. والمكنونَةُ <هنا> المَسْتورةُ، وأصلُها المَصُونَةُ يقال: كَنَنْتُ الشَيءَ إذا صُنْتَهُ، وأكْنَنْتُهُ في نفسي إذا سَتَرْتَهُ وأخْفَيْتَهُ. والرَبْعُ: المنزلُ والقَوَاءُ: القَفْرُ. ومعنى أذاعَ فَرَّقَ وَغَيَّرَ ومنه إذاعَةُ السِرِّ وهو نَشْرُهُ. والمُعْصِراتُ: السَحابُ بما ذَواتُ المَطَر ويقال: الرِياحُ؛ أي: غَيَّرَتْهُ وأزالَتْ بَهْجَتَهُ الأمطارُ بما مَحَتْ منه والرياحُ بما أَذْرَتْ عليه. وأرادَ بالحَيْرانِ سَحابًا تَرَدَّدَ بمطرِهِ عليه ولازَمَهُ فجَعَلَه كالحَيْرانِ لذلك. والخَضِلُ: الغَزِيرُ.

وأنشد في الباب في مِثْلِه (٥٨٧):

[٢١٧] هَلْ تَعْرِفُ اليومَ رَسْمَ الدارِ والطَلَلا … كما عَرَفتَ بجَفْنِ الصَيْقَلِ السخِلَلا

دارٌ لِمَرْوَة إذْ أَهْلِي وأَهْلُهُمُ … بالكانِسِيَّةِ نَرْعى اللَّهُوَ والغَزَلا

القَولُ فيه كالقَولِ في الذي قَبْلَه، وعِلَّتُهُ كعِلَّتِهِ.

شَبَّهَ رسومَ الدار في اختِلافِها وحُسنِها في عَيْنِهِ بتَوْشِيَةِ الخِلَلِ، وهي أغشِيَةُ جُفونِ السُيوفِ، واحدَتُها خِلَّةٌ. والكانِسِيَّةُ موضعٌ بعينه <ويروى بالكامِسِيّة>. ومعنى نَرعَى اللَّهو والغَزَلا نَلتزِمُهُما وتُحافظُ عليهما. والغَزَلُ: مُغازَلَةُ النِساءِ.


(٥٨٥) في ط: ذكره للطلل.
(٥٨٦) في ط: ديارها.
(٥٨٧) لعمر بن أبي ربيعة في: الكتاب ١/ ١٤٢، ملحقات ديوانه ١٧٧.

<<  <   >  >>