للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٧٣] لَقَدْ رأَيْتُ عَجَبًا مُذْ أُمْسَا … عَجَائزًا مِثْلَ السَعَالي خَمْسًا

الشاهدُ في (١٨٤٩) إعرابِ (أُمْسِ) ومَنْعِها من الانْصِراف؛ لأنَّها اسمُ لليومِ الماضي قَبلَ يَوْمِكَ، معدولٌ عن الألِفِ واللامِ.

وَنِظيرُ جَرِّها بَعَد (مُذْ) ها هُنا رَفْعُها في موضعِ الرَفْعِ إذا قالوا: ذَهَبَ أَمْسُ بما فيه، وما رأَيتُهُ مُذْ أمْسُ، وهي لغةٌ لبعضِ بَني تَميمٍ، فَلَمّا رُفِقَتْ بَعَد (مُذْ)؛ لأنَّ (مُذْ) يَرتفعُ ما بَعدَها إذا كانَ منقطِعًا ماضِيًا، جازَ للشاعِرِ أنْ يخفضها بَعدَها (١٨٥٠) على لُغَةِ مِنْ جَرَّ بها في ما مَضَى وانقَطَعَ؛ لأنَّ (مُذْ) هذه الخافِضَةَ ل (أَمْسِ) هي الرافِعَةُ له في لغةٍ مَنْ يَرْفُعُ، وقَدْ بَيَّنْتُ هذا وكَشَفْتُ حَقيقَتَهُ في كتاب (النكت) (١٨٥١).

وقولُهُ: (عجائزًا) بَدَلٌ من العَجَبِ، وبَعدَ البَيْتَينِ (١٨٥٢):

يَأكُلْنَ ما في رَحْلِهنَّ هَمْسًا … لا تَرَكَ اللَّهُ لهنّ ضرْسا

وأنشد في باب الظُروفِ المُبْهَمَةِ غيرِ المتمكِّنَة، للراعي (١٨٥٣):

[٧٧٤] وَرِيشِي مِنْكُمُ وهَوَايَ مَعْكُمْ … . وإنْ كانِتْ زِيارَتُكُمْ لِمامَا

الشاهدُ فيه تَسْكينُ (مَعَ) تَشْبيهًا لها بما بُنِيَ (١٨٥٤) من حُروفِ المعاني علي السُكونِ نَحو هَلْ، وبَلْ؛ لأنَّها في الأصْل غَيرُ متمكَّنةٍ، وإنَّما أُعْرِبَتْ في أكثرِ كلامِهم لوقوعِها مُفرَدَةً في قولهم: جاءُوا مَعًا، وانطَلَقوا مَعًا، فوقَعَتْ موقعَ جَميعٍ (١٨٥٥) فأُعِرِبَتْ


(١٨٤٩) في ط: فيه.
(١٨٥٠) في ط: يخفضه بَعدَه.
(١٨٥١) ينظر: النكت ٨٥٩ - ٨٦٠.
(١٨٥٢) ينظر البيتان في: نوادر أبي زيد ٥٧، والخزانة ٣/ ٢٢١.
(١٨٥٣) الكتاب ٢/ ٤٥، شعره: ٢٤٣.
(١٨٥٤) في ط: يُبْنَى.
(١٨٥٥) في ط: جمع.

<<  <   >  >>