للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد في الباب لأُمَيَّةَ أيضًا (٦٧١):

[٢٦٠] سُبْحانَهُ ثُمَّ سُبْحانًا يَعودُ لَهُ … وقَبْلَنا سَبَّحَ الجُودِيُّ والجُمُدُ

الشاهدُ فيه قولُه: (سُبْحانًا) (٦٧٢)، وتنكيرُهُ وتَنوينُهُ ضَرورةً، والمعروفُ فيه أنْ يُضافَ إلى ما بعدَهُ، أو يُجعَلَ مفردًا معرفةً كما تقدَّمَ في بيت الأعشى (٦٧٣)، ووجهُ تنكيرِهِ وتَنوينِهِ أنْ يُشَبَّه بـ (براءةٌ) لأنّه في معناها. والجُودِيُّ والجُمُدُ جَبلان.

وأنشد في بابٍ ترجَمَتُه: هذا بابٌ من النكرةِ، "لجرير" (٦٧٤):

[٢٦١] كَسَا اللُّؤْمُ تَيْمًا خُضْرَةً في جُلودها … فَوَيْلًا لِتَيْمٍ من سَرابِيلها الخُضْرِ

الشاهدُ فيه قوله: (فَوَيْلًا) بالنَصْبِ، والأكثرُ في كلامهم رَفْعُهُ بالابتداءِ وإنْ كانَ نكرةً، لأنَّه في معنى المنصوبِ كما تقدّمَ.

ومعنى الوَيْلِ القُبوحُ، وهو مصدرٌ لا فِعْلَ له يجري عليه، لاعتِلالِ فائه وعَيْنِهِ، وما يَلْزمُ من النَقلِ في تصريفِ فِعْلِهِ لو استُعمِلَ فاطُّرِحَ لذلك.

هَجا تَيْمَ بنَ عبدِ مَناةَ بنِ أُدّ، وهم تَيمِّ عَدِيٍّ رَهْطُ عُمَرَ بن لَجَأ الخارجي، وجَعَل لها سَرابيلَ سُودًا مِن اللُّؤمِ بادِيةً عليهم على طريقِ المَثَل لأنّهم يقولون في الكريم النَقِيِّ العِرضِ: فُلانٌ طاهِرُ الثَوبِ أبيضُ السِربالِ. والخُضْرةُ هنا السَوادُ. والسِربالُ: القَميصُ.

وأنشد في بابٍ ترجَمَتُه: هذا بابُ ما ينتصبُ فيه المصدرُ، للخنساء (٦٧٥):

[٢٦٢] تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ حتَّى إذا ادَّكَرَتْ … فإنَّما هي إقبالٌ وإدْبَارٌ


(٦٧١) الكتاب ١/ ١٦٤، ديوانه ٣٣٣ حيث نُسِبَ إليه وإلى غيره.
(٦٧٢) في الأصل: ثُمّ سُبْحانًا.
(٦٧٣) ينظر للشاهد (١٥٧).
(٦٧٤) الكتاب ١/ ١٦٧، ديوانه ٥٩٦. ورواية العجز فيه:
فيا خزي تيمٍ من سرابِيلِها الخُضْرِ
(٦٧٥) الكتاب ١/ ١٦٩، شرح ديوانها ٢٦، وروايته فيهما: تَرتَعُ ما رَتَعَتْ.

<<  <   >  >>