للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد في البابِ لأمرِئ القيس (١١٧٣):

[٤٨٤] لَنِعْمَ الفَتَى تَعْثُو إلى ضَوءِ نارِهِ … طَرِيفٌ بنُ مالٍ لَيلَةَ الجوعِ والخَصَرْ

الشاهدُ فيه ترخيمُ (مالِكٍ) في غيرِ النداءِ ضَرورةً، وجَعْلُهُ بمنزلة اسمٍ لم يُحذَفُ منه شيءٌ، فلذلك جَرَّهُ بالإضافةِ، وهذا حُكْمُ ما رُخَّمَ في غَيرِ النداءِ ضرورةً عند أكثرِ النحويين (١١٧٤).

ومذهبُ سيبويه (١١٧٥) إجراؤُهُ على الوجهين، لأنّ الشاعِرَ إذا اضطُرَ إلى تَرخيمه وحذْفِهِ فإنّما يَنْقُلُه مِن بابِ النِداءِ على حَسَبِ ما كانَ عليه، وهو في بابِ النداءِ مُتَصَرِّفُ على الوجهينِ فَيُجرِيهِ (١١٧٦) في غير النداءِ على ذلك.

مَدَحَ رجُلًا من طَيَّئ استَجارَ به فأجارَهُ، وكانَت القَبائلُ تَتَحاماهُ خَوفًا مِن المَلِكِ المُطالبِ له. ومعنى تَعشُو تَسيرُ في الظَلامِ، والعِشاءُ: الظَلامُ، والخَضَرُ: شِدَّةُ البَردِ.

وأنشد في البابِ لرجُلٍ مِن بني مازنٍ (١١٧٧):

[٤٨٥] عَلَيَّ دِماءُ البُدْن إنْ لَمْ تُفارِقي … أبا حَردَبٍ لَيلًا وأصحابُ حَرْدَبِ

الشاهدُ فيه تَرخيمُ (حَرْدَبَةَ) في غيرِ النداءِ ضَرورةً، وإجراؤُهُ بَعدَ الترخيمِ مُجرى غيرِ المُرَخَّمِ في الإعرابِ كما تَقَدّمَ. يُخاطبٌ ناقَتَهُ ويأمُرها بمُفارقةِ أبي حَرْدَبَةَ وكان لِصًّا قاطعًا، وكانَ من أصحابِهِ فتابَ. وأرادَ (وأصحابَ أبي حَرْدَبَةَ) فَحَذفَ ضَرورةً لِعِلْمِ السامعِ. والبُدْنُ جَمعُ بَدَنَةِ وهىِ الناقَةُ تُتَّخَدُ للنَحْرِ، وأرادَ هنا نَحرَها بمكَّة نَذْرًا.


(١١٧٣) الكتاب ١/ ٣٣٦، ديوانه ١٤٣.
(١١٧٤) ولم يُجز المبرّد الترخيم إلّا على لغة مَنْ لَمْ يَثْوِ خاصّة: ينظر: المقتضب ٤/ ٤ - ٥، ٢٥٢، الاصول ١/ ٤٥٤ - ٤٥٥، شرح الجمل ٢/ ١٢٥.
(١١٧٥) ينظر: الكتاب ١/ ٣٣٣، ٣٣٦، شرح جمل الزجاجي ٢/ ١٢٥.
(١١٧٦) في ط: فيجرى به.
(١١٧٧) نُسِب إلى رجل من بني مازن في الكتاب ١/ ٣٣٦، وهو لمالك بن الريب في شعره: ٢٧.

<<  <   >  >>