للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٥١٤] ونُبُئْتُ جَوّابًا وسَكْنًا يَسُبُّني … وعَمرَو بنَ عَفْرا لا سَلامٌ على عَمْرٍو

الشاهد فيه رَفُعُ (سَلَامِ) بالابتداءِ (١٢٥٤) وإنْ كانت (لا) غَير مُكَرَّرَةٍ؛ لأنّه في المعنى بَدَل من اللفظ بالفعلِ، والفِعلُ لا يَلْزَمُ معه تكريرُ (لا)، فكأنَّه قال: لا سَلَّم اللَّه عَمرًا؛ لأنَّ معنى قولهم: سَلامٌ عليك "في معنى" سَلَّمَكَ اللَّه. وأفْرَدَ (يَسُبُّني) اكِتفاءً بخبرِ الواحدِ عن خبرِ الاثنينِ كما تَقَدَّمَ. وقَصرَ عَفْراءَ ضَرورةً.

وأنشد في البابِ (١٢٥٥):

[٥١٥] تَرَكْتَني حينَ لا مالٍ أعيشُ به … وحينَ جُنَّ زمانُ الناسِ أَو كَلِبا

الشَّاهِدُ في إضافةِ (جِينٍ) إلى المالِ وإلغاء (لا) وزيادتها في اللفظ على حَدِّ قولهم: جئتُ بلا زادٍ، وغَضِبتُ من لا شَيءٍ، ولو رَفَعَ المالَ على تَشبِيه (١٢٥٦) (لا) بـ (لَيسَ) لجازَ.

رَثَي ابنًا له فقَدَه أحوَجَ ما كانَ إليه لِفقْرِهِ وكَلَبِ الزَمانِ وشِدَّتِهِ، وضَرَبَ الجُنونَ والكَلَبَ مثلًا لِشِدَّةِ الزَمانِ، وأصلُ الكَلَبِ السُعارَ.

وأنشد في البابِ (١٢٥٧):

[٥١٦] حَنَّت قَلُوصِي حينَ لا حينَ مَحَنٌ

الشاهد فيه نَصْبُ (حِينٍ) بالتَبْرِئةِ وإضافَةُ (حينٍ) الأُولى إلى الجملةِ، وخبرُ (لا) محذوف والتقديرُ حِين لا حِين مَحَنٍّ لها؛ أيْ حَنَّتْ في غَيرِ وَقْتِ الحنينِ، ولو جَرَّ الحِينَ على إلغاء (لا) لجازَ كالذي قَبلَه.

والقَلُوصُ: الناقَةُ الفَتِيَّةُ، وهي من الإبل كالجاريَةِ من الأناسِيّ، وحَنِينُها: صَوتُها


(١٢٥٤) في ط: على الابتداءِ.
(١٢٥٥) لم يُنسب في الكتاب ١/ ٣٥٧، وهو لأبي الطُفَيل عامر بن واثلة في شعره: ١٩٣.
(١٢٥٦) في ط: شَبَهِ.
(١٢٥٧) البيت بلا عزو في: الكتاب ١/ ٣٥٨، المقتضب ٤/ ٣٥٨، الأصول ١/ ٤٦٣، النكت ٦١٠، الأمالي الشجرية ١/ ٢٣٩، شرح جمل الزجاجي ٢/ ٢٧٨، الخزانة ٢/ ٩٣.

<<  <   >  >>