للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاهدُ في (٢٢٤٢) قَطْعِ ألِفِ الوَصْلِ مِن قَولِهِ: (أَلْقِدْرَ) ضَرورةً، وسَوَّغَ ذلك أنَّ الشَطْرَ الأوّلَ من البَيتِ يُوقَفُ عليه ثُمَّ يُبْتَدَأْ ما بَعدَه، فقُطِعَ على هذه النِيَّة، وهذا مِن أقربِ الضرورةِ.

يَقولُ: إذا اشتَدَّ الزَمانُ فَوَلِيدُنا لا يُبادِرُ القِدرَ حُسْنَ أَدَبٍ. والجَعَالُ: خِرْقَةٌ تُنْزَلُ بها القِدرُ.

وأنشد في البابِ لِلَبيدٍ (٢٢٤٣):

[٩٣٨] أَو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلْواحِهِ … أَلناطِقُ المَزْبُورُ والمَخْتُومُ

الشاهدُ فيه قَطْعُ ألِفِ الوَصْلِ في (الناطِقِ)، والقَولُ فيه كالذي تَقَدَّمَ.

وَصَفَ آثارَ الدِيَارِ فجَعَلَ منها بَيِّنًا وخَفِيًّا وشَبَّهَها بالكِتاب في ذلك، وأَرادَ بالناطِقِ البَيِّنَ الظاهِرَ، وبالمَخْتومِ الخَفِيِّ الدارِسَ. والخَتْمُ: الطَبْعُ على الشَيء وتَغْطِيَتُه. والجُدَدُ جَمعُ جُدَّةٍ وهي الطَريقةُ، وأَرادَ به أَشطارَ الكتابِ. والمُذْهَبُ: ما كُتِبَ بالذَّهَبِ. والمَزْبُورُ: المكتوبُ. ويُروى (المَبْروزُ)؛ أيْ: البَيِّنُ الذي أُبْرِزَ وأُظْهِرَ، وبُنِيَ على مَفْعولٍ كما قالوا: مَحْبوبٌ مِن أحْبَبْتُهُ، ومَحْمومٌ مِن أَحَمِّهُ اللهُ.

وأنشد في بابِ ما تَلحَقُهُ الهاءُ لِتَبْيينِ الحركةِ (٢٢٤٤):

[٩٣٩] يا أَيُّها الناسُ أَلَا هَلُمَّهْ

الشاهدُ فيه تَبْيِينُ حركة الميمِ في الوَقْفِ بهاءِ السَكْت؛ لأنَّها حركةُ بناءٍ لا تتغيَّرُ لإِعراب، فَكَرِهوا تسكينَها لأنّها حَرَكةُ مَبْنِيٌّ لازِمَةٌ.

وأنشد في البابِ في مِثْلِهِ لابنِ الرُقَيَّات (٢٢٤٥):

[٩٤٠] ويَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلَا … كَ وقَدْ كَبرْتَ فَقُلْتُ إنَّهْ


(٢٢٤٢) في ط: فيه.
(٢٢٤٣) الكتاب ٢/ ٢٧٤، شرح ديوانه ١١٩، وروايته فيه:
ألواحِهنَّ الناطقُ المَبْروزُ والمَختومُ
(٢٢٤٤) الشاهد بلا عزو في: الكتاب ٢/ ٢٧٩، الخصائص ٣/ ٣٦، النكت ١٠٩٨، شرح المفصل ٤/ ٤٢.
(٢٢٤٥) ديوانه ٦٦، وهو بلا عزو في الكتاب ٢/ ٢٧٩.

<<  <   >  >>