للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُلازِمَةٌ له لا تَغُبّه (٥٦٤) فلا يحتاجُ إلى أنْ يُسْهِلَ فَيُصادَ وهو مع ذلك لا يَنجو من الحَتْفِ، وقَبلَ هذا البيت (٥٦٥):

إذا شاءَ طالَعَ مَسْجورةٌ … تَرَى حَولَها النَبْعَ والساسَما

والمَسجورَةُ: الروضَةُ المملوءَةُ عُشْبًا < وماءً >، والنَبْعُ والساسَمُ من شَجَرِ الجِبالِ. والصَيِّفُ: مَطَرُ الصيفِ، وأرادَ بالخريفِ مَطَرَ الخَريفِ.

وأنشد في بابٍ ترجَمَتُه: هذا بابُ ما ينتصبُ على إضمار الفعلِ المتروكِ إظهارُهُ، لعمرو بن معدِ يكرب (٥٦٦):

[٢١٠] أُريدُ حباءَهُ ويُريدُ قَتْلي … . عذيركَ مِن خَليلِك من مُرادِ

الشاهدُ فيه نَصبُ (عَذيرِك) ووَضْعُهُ موضعَ الفعل بَدَلًا منه، والمعنى هاتِ عُذْرَك وقرِّبْ عُذْرَك، والتقديرُ أعذِرني منه عُذْرًا.

واختُلِفَ في العَذيرِ، فمنهم من جعله مصدرًا بمعنى العذرِ وهو مذهبُ سيبويه (٥٦٧)، ومنهم من جَعَلَه بمعني عاذرٍ كعَليمٍ وعالِمٍ (٥٦٨)، والمعنى عندَهُ هاتِ عاذِرَكَ وأحِضْر عاذِرَكَ، وامتنع أن يَجعَلَه بمعنى العُذْرِ لأنَّ فَعِيلا لا يُبْنَي (٥٦٩) عليه المصدَرُ إلا في الأصواتِ نحو الصَهيلِ والنَهيقِ والنبيحِ وما أشبَهَهُ.

والأولَى مذهَبُ سيبويه لأنّ المصدرَ يَطّرِدُ وضْعُهُ موضعَ الفِعلِ بَدَلًا منه لأنَّه اسمُهُ ولا يَطّرِدُ ذلك في اسمِ الفاعِلِ، وقد جاءَ فَعِيلٌ في غَيرِ الصوتِ كقولهم: وَجبَ القَلبُ وجِيبًا إذا اضطَرَبَ.


(٥٦٤) في ط: ولا تعييه، وهو تصحيف.
(٥٦٥) شعر النمر ١٠٣.
(٥٦٦) الكتاب ١/ ١٣٩، ديوانه ٦٥، وروايته فيه: أُريدُ حَيَاتَهُ.
(٥٦٧) ينظر: الكتاب ١/ ١٢٥.
(٥٦٨) ينظر في ذلك: النكت ٣٤٧، شرح المفصل ٢/ ٢٧، شرح الكافية ١/ ١٣٠.
(٥٦٩) في ط: لا ينبيءُ على.

<<  <   >  >>