للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجَميعِ: (حَيُّوا) فَسَلِمَتِ الياءَانِ (٢٤١٦) مِن الحَذْف؛ لأنَّهما في الكلمةِ بمنزلةِ غَيرِهما مِن الحروفِ غَيرِ المُعْتَلَّةِ نَحو وَدُّوا وَفَرُّوا كما قالوا: عَيٌّ بأمْرِهِ وعَيُّوا بأُمُورِهم في الجَميعِ.

وكَهْمَسٌ (٢٤١٧) الذي ذَكَرَه: رَجُلٌ مِن تَميمٍ مشهورٌ بالفُروسِيَّةِ والشَجاعةِ.

وأنشد في البابِ لعَبيد بن الأبرَصِ (٢٤١٨):

[١٠١٦] عَيُّوا بأَمْرِهِمُ كما … عَيَّتْ بِبَيْضَنِها الحَمَامَهْ

الشاهدُ فيه إدْغامُ (عَيُّوا)، وإجْراؤْهُ مُجْرَى المُضاعَفِ الصَحيح، وسَلَامَتُهُ مِن الاعتِلالِ والحَذْفِ لِما لَحِقَهُ مِن الادْغام، وقَدْ بَيَّنْتُ عِلَّةَ ذلك في شَرْحِ البَيتِ قَبلَه.

وَصَفَ قَوْمًا يَخْرُقُونَ في أُمورِهم ويَعْجِزونَ عَن القِيامِ بها، وضَرَبَ لهم المَثَلَ في ذلك بخُرْقِ الحَمامَةِ وتَفْرِيطِها في التَمهيدِ لبَيْضَتِها؛ لأنّها لا تَتَّخِذُ عُشَّها إلّا مِن كُسَارِ العِيدَانِ (٢٤١٩)، فَرُبَّما طارَتْ عَنْها فتَفَرَّقَ عُشُّها وسَقَطَتِ البيضَةُ فانكَسَرَتْ، ولذلك قالوا في المَثَلِ: (أخْرَقُ مِن حَمَامَةٍ) (٢٤٢٠)، وقَدْ بَيَّنَ خُرْقَها في بَيتٍ بَعدَهُ، وهو (٢٤٢١):

جَعَلَتْ لَها عُودَيْنِ مِنْ … نَشَمٍ وآخَرَ مِن ثُمَامَهْ

أيْ: جَعَلَتْ لها مِهادًا مِن هذين الصِنْفَيْنِ من الشَجَر، ولم يُرِدْ عُودَيْنِ فَقَط ولا ثلاثَةً كما يَتَأوّلُ بَعضُهم؛ لأنَّ ذلك غيرُ ممكِنٍ.


(٢٤١٦) في ط: الياء.
(٢٤١٧) وهو كَهْمَسُ بن طَلْق الصَريمي، أحد شجعان الخوارج، قُتِل في آسَك في الأهواز. (الكامل في اللغة ٩٩١، ٩٩٧ - ٩٩٨، ١٠١٩، الاشتقاق ٢٤٧).
(٢٤١٨) ديوانه ١٢٦، وهو بلا عزو في الكتاب ٢/ ٣٨٧.
(٢٤١٩) في ط: الأعوادِ.
(٢٤٢٠) ينظر في: مجمع الأمثال ١/ ٢٥٥، المستقصى ١/ ٩٩.
(٢٤٢١) ديوان عبيد بن الأبرص ١٢٦.

<<  <   >  >>