للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاهِدُ فيه حَمْلُ (وبَنِي) على إضمارِ الفِعلِ، لِما فيه من معنى وُصولِهِ إليه بتَوَسُّطِ (مع)، والتقديرُ كُونوا مع بَني أبيكم، فلمَّا حُذِفَتْ (مع) تَعَدّي الفِعلُ فنَصَبَ، وجُعِلَتِ الواوُ مُؤدِّيَةٌ < عن > معنى < مَعَ >.

حَضَّهم على الائْتِلاف والتَقارُبِ في المذهبِ، وضَرَبَ لهم المَثَلَ بُقرْبِ الكُلْيَتين من الطِحالِ واتصالِ بَعضِهما بِبَعِضٍ.

أنشَدَ في الباب لكَعْب بن جُعَيْلٍ (٦١٦):

[٢٣٢] وكانَ وإيَّاها كَحَرَّانَ لَمْ يُفِقْ … عَن الماءِ إذْ لاقاهُ حتَّى تَقَدَّدًا

الشاهِدُ فيه قولُه: (وإيَّاها) والمعنى فكانَ مَعَها، والقَولُ فيه كالقولِ في الذي قَبْلَه.

يقول: كانَ غَرِضًا إليها، فلمَّا لَقِيَها قَتَلَهُ الحبُّ سُرورًا بها فكانَ كالحَرَّانِ وهو الشَديدُ العَطشِ، أمكَنَهُ الماءُ وهو بآخِرِ رَمَقٍ فلم يُفِقُ عنه حَتَّى انقَذُ بَطْنُهُ؛ أَيْ: انشَقَّ، يقال: قَدَدْتُ الأديمَ إذا شَقَقْتَهُ، وهذا مَثَلُ.

وأنشد في باب ترجَمَتُه: هذا بابٌ معنى الواو فيه كمعناها في الأولِ (٦١٧)

[٢٣٣] يا زِبْرِقانُ أخا بَنِي خَلَفٍ … ما أنتَ وَيْبَ أَبِيكَ والفَخْرُ (٦١٨)

الشاهِدُ فيه رَفْعُ (الفَخْرِ) عَطْفًا على (أنتَ) مع ما في الواوِ من معنى (مع)، وامتناعُ النَصبِ فيه إذْ ليسَ قَبلَه فِعلٌ يتعدَّى إليه فينصبُهُ كما كانَ في الباب الذي قَبلَه.

ومعنى وَيْبَ أبيكَ التَصغيرُ له والتَحقيرُ. وبَنو خَلَفٍ (٦١٩) رَهطُ الزِبْرِقانِ بنِ بَدْرٍ الأدنى إليه مِن تَميم.


(٦١٦) البيتُ لكعب بن جُعْبل في الأصول ١/ ٢٥٥، وبلا عزو في: الكتاب ١/ ١٥٠، شرح أبيات، سيبويه ١/ ٢٨٦، النكت ٣٥٩.
(٦١٧) في الكتاب: ١/ ١٥٠: في الباب الأول.
(٦١٨) البيت للمخبل السعدي في الكتاب ١/ ١٥١، شعره: ١٢٥.
(٦١٩) ينظر: الاشتقاق ٢٥٤.

<<  <   >  >>