للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد في الباب لخطام المجاشعي (٥٤):

[١٩] وصالياتٍ ككما يُؤَثْفَيْن

أراد كمثل ما يؤثفين، أي: كمثل حالها إذا كانَت أَثافيَّ مستعملةً، ووَضَعَ الكافَ وإن كانَت حَرفًا موضع (مثل) فأدخل عليها الكافَ تَشبيهًا لها بها لأنّها في معناها، وهي في دُخولها على (مِثل) في الاسمية نَظيرُ (سواء) في دخولها على (غير) في التمكّن وعِلَّتُها كعِلَّتها.

وَصَفَ ديارًا خَلَت من أهلها فَنظَرَ إلى آثارها باقيةً لم تتغيّر فذكَّرَتهُ من عَهدَ بها فحزن لذلك. والصالياتُ: الأثافيّ لأنّها صَلِيَت النارَ أي: وَليَتها وباشَرَتها، فيقول: سَوادُها باقٍ كما كانت وهي أثافيّ مستعمَلَة.

ومعني يؤثفين يُنصَبنَ للقدرِ، يقال: أَثفيتُ القِدرَ وثَفَيتُها، وهو على هذا يؤفعَلن فأجراه على الأصل ضرورةً كما قال (٥٥):

فإنَّهُ أهلٌ لأن يُؤكرَما

وأثفِية أُفعولَةٌ على هذا وهمزتُها زائدةٌ، ومَن جَعَلها فُعلِيَّةً فهمزَتُها أصلية، ويُؤثفَين يُفَعلَين بمنزلةِ يسلقَين، ولا ضرورةَ فيه وفعلها على هذا أَثَفتُ ووزنُه فَعلتُ.

وممّا أنشَدَه الأخفش (٥٦) في الباب قولُ العُجير السَلولي (٥٧):


(٥٤) البيت في: الكتاب ١/ ١٣، المقتضب ٢/ ٩٧، المنصف ١/ ١٩٢ - ١٩٣، الخصائص ٢/ ٣٦٨، النكت ١٥٩، الخزانة ١/ ٣٦٧، وخطامُ هو خطام بن نصر بن عياض بن يربوع من بني الأبيض بن مجاشع بن دارم الراجز. (المؤتلف والمختلف ١٦٠، الخزانة ١/ ٣٦٩).
(٥٥) الرجز بلا عزو في: المقتضب ٢/ ٩٨، المنصنف ١/ ٣٧، الخصائص ١/ ٤٤، الإنصاف ١١، اللسان (رتب)، الأشموني ٣٤٣/ ٤، شرح شواهد الشافية ٥٨.
(٥٦) هو أبو الحسن سعيد بن مَسعَدَةَ المجاشعي، من أكابر النحويين البصريين، توفي سنة ٢١٥ هـ. (أخبار المدعوين البصريين ٥٠، نزهة الألباء ١٣٣، أنباء الرواة ٢/ ٣٦).
(٥٧) شعره: ٢٢٩، وروايته فيه: (رِخو الملاطِ طويلُ)، وينسب إليه والي المخلب الهلالي ينظر: (الإنصاف ٥١٢، الخزانة ٢/ ٣٩٦)، والعُجير بن عبد الله بن عبيدة السلولي من شعراء الدولة الأموية. (طبقات فحول الشعراء ٦١٥، الأغاني ١٣/ ٥٦، الخزانة ٢/ ٨٥).

<<  <   >  >>