للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

استشهَدَ به على جَرْيِ (أبي جاد) بوجوه الإِعرابِ وعلى لفظٍ لا يَجوزُ أَنْ يكونَ إلّا عَربيًّا، تقولُ: هذا أَبو جادَ، ورأيتُ أبا جادَ ومررتُ بأبي جادَ.

وفَصَل سيبويه (١٨١٣) بين أبي جادّ وهَوّاز وحُطِّيّ فجعلهنَّ عربيّاتٍ وبينَ البَواقي فجعلهنَّ أعجميّات.

وقال بَعضُ المُحْتجين لسيبويه: إنّه جَعَلهنَّ عربيّاتٍ لأنّهنَّ مَفْهوماتُ المعاني في كلامِ العَرب، فجَادَ في قولك: أَبو جاد مشتَقٌّ مِن جادَ يَجُودُ، أو مِن الجُوادِ وهو العَطَشُ، أو مِن قولهم: جُودًا له أيْ: جُوعًا له. وهَوّاز مأخوذٌ مِن هَوَّزَ الرَجُلُ وقَوَّزَ، أو مِن قَولِهم: ما أَدْرِي أيّ الهَوْزِ هو؛ أيْ: أَيُّ الناسِ هو. وحُطِّيّ من حَطَّ يَحُطُّ.

والذي يقولُ: إنّها أَعجمياتٌ لا يُبْعِدُ إنْ كانَ يريدُ بذلك أنَّ الأصلَ فيها العُجْمَةُ، لأنّ هذه الحروف عليها يَقَعُ تَعليمُ الخَطّ السُرْياني وهي معارفُ لا تَدْخُلُها الألِفُ واللامُ، فاعلَمْ ذلك.

وأنشد في باب ترجَمَتُه: هذا بابُ ما جاءَ مَعْدولًا عَنْ حَدِّه من المؤنَّثِ [كما جاءَ المذكَّرُ مَعْدولًا]، لأبي النَجْمِ (١٨١٤):

[٧٥٨] حَذارِ مِنْ أَرْماحِنا حَذَارِ

الشاهدُ في قَولِهِ: (حَذارِ) وهو اسمٌ لفِعلِ الأمْرِ واقِعٌ موقِعَهُ، وكانَ حَقُّهُ السكونَ؛ لأنَّ فِعلَ الأمرِ ساكنٌ، إلّا أَنَّه حُرِّكَ لالتِقاءِ الساكنَيْنِ وخُصَّ بالكَسْرِ لأنَّه اسمٌ مؤنَّثٌ، والكسرةٌ والياءُ مِمّا يُخَصُّ به المؤنّثُ كقولكَ: أَنتِ تَذْهبينَ ونحوه، وقد تَقَدَّمَ القَولُ في مِثْلِ هذا (١٨١٥).


(١٨١٣) الكتاب ٢/ ٣٦.
(١٨١٤) البيت لأبي النجم في: الكتاب ٢/ ٣٧، النكت ٨٥٢، الإنصاف ٥٣٩، ما بنته العرب على فعال ٣٢، اللسان (حذر)، وهو بلا عزو في: المقتضب ٣/ ٣٧٠، مجالس ثعلب ٥٨٣، الأمالي الشجرية ٢/ ١١٠.
(١٨١٥) ينظر الشاهد (١٩٧).

<<  <   >  >>