للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣٤٣] إذْ هِيَ أَحْوَى مِن الرِبْعيِّ حاجِبُهُ … والعَينُ بالإِثْمِدِ الحارِيِّ مَكْحولُ

الشاهدُ فيه تذكيرُ (مَكْحولٍ) وهو خَبرٌ عن العينِ، وهي مؤنَّثَةٌ لأنّها في معنى الطَرْفِ، ويَجوزِ أنْ يكونَ خَبرًا عن الحاجِبِ فيكون التقدير حاجبُهُ مكحولٌ بالإِثمدِ والعَينُ كذلك، ولا تكونُ فيه ضرورةٌ، إلّا أنّ سيبويه حَمَلَه على العينِ لقُرْبِ جِوارِها منه.

وَصَفَ امرأةٌ فجَعَلَها بمنزلةِ ظَبْيٍ أَحْوى، وهو الذي في ظَهْرِه وجَنَبَتَيْ أَنفِهِ خُطوطٌ سُودٌ، والحُوَّةُ: السَوادُ. وقولُه: (مِن الرِبْعِيِّ)، أَيْ: من الصِنْفِ المولودِ زَمَنَ الرَبيعِ وهو أَبكَرُهُ وأَفضَلُهُ. والحارِيُّ منسوبٌ إلى الحِيرةِ (٨٣٣).

وأنشد في البابِ للنابغةِ الجَعْديّ (٨٣٤):

[٣٤٤] شَرِبْتُ بها والديكُ يَدْعو صَباحَهُ … إذا ما بَنو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبوا

الشاهدُ فيه تَذكيرُهُ (بَناتٍ نَعْشٍ) لإِخبارِهِ عنها بالدُنُوِّ والتَصَوُّبِ كما يُخْبَرُ عن الآدميين على ما بَيَّنَه سيبويه.

وَصَفَ خَمرًا باكَرَها بالشُربِ عند صِياحِ الدِيكِ وتَصَوُّبِ بَناتِ نَعْشٍ ودُنُوِّها من الأُفُقِ للغُروبِ.

والباءُ في قولِهِ: (بها) زائدةٌ مؤكِّدَةٌ، وكثيرًا ما تَزيدُها العَرَبُ في مثْلِ هذا كما قال عَنترةُ (٨٣٥):

شَربَتْ بماءِ الدُحْرُضَيْن [فأصْبَحَتْ].


(٨٣٣) والحيرة مدينة على ثلاثة أميال من الكوفة، وقد كانت عاصمة لدولة المناذرة. (معجم البلدان ٢/ ٣٧٥).
(٨٣٤) الكتاب ١/ ٢٤٠، شعره: ٤.
(٨٣٥) ديوانه ٢٠١، وعجزه: زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حِيَاضِ الدَيْلَمِ، وعنترة بن شَدّاد العَبْسيّ، وقيل: ابن عمرو بن شَدّاد، وهو شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات. (الشعر والشعراء: ٢٥٠، الأغاني ٨/ ٢٣٥).

<<  <   >  >>