للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد في البابِ للراعِي (٢١٧٥):

[٩١٣] وكأَنَّ رَيِّضَها إذا ياسَرْتَها … كانَتْ مُعاوِدَةَ الرّحِيلِ ذَلُولَا

الشاهدُ فيه وُقوعُ رَيِّض بغيرِ هاءِ المؤنِّت؛ لأنِّه غَيرُ جارٍ على الفِعلِ.

وَصَفَ نُوقًا، فجَعَلَ الرَيِّضَ منها، وهي الصَعْبَةُ التي لَمْ تُرَضْ لكَرَمِها وعِتْقِها وتَأَتِّيها وانقِيادِها، كأنَّها [قَدْ] عُوِّدَت الرَحِيلَ وذُلِّلَتْ بالرُكوبِ. ومعنى ياسَرْتَها سَهَّلْتَها وطَلَبْتَ تَيْسِيرَها وتَأَتِّيها. ويُروى باشَرْتَها، أَيْ: رَكِبْتَها.

وأنشد في باب ترجَمَتُه: هذا بابُ الأفْعالِ التي هي أَعمالُ تَعَدّاكَ إلى غَيرِكَ، لطريفِ بنِ تَميم العَنْبَرِيّ (٢١٧٦):

[٩١٤] أَوَ كُلَّما وَرَدَتْ عُكَاظَ قَبيلةً … بَعَثُوا اليَّ عَرِيفَهُم يَتَوَسَّمُ

الشاهدُ فيه بِناءُ عارفٍ على عَرِيفٍ لمعنى المبالَغَةِ في الوَصْفِ بالمعرفةِ.

يقولُ: لشُهْرَتي وفَضْلِي في عَشِيرتي، كُلَّما وَرَدْتُ سُوقًا مِن أَسواقِ العربِ تَسَامَعَتْ بي القَبائلُ فأرسَلَتْ كُلُّ قَبيلةٍ رَسُولًا يَتَعَرّفُني. والتَوَسُّمُ: التَثَبُّتُ في النَظَرِ لتَبَيُّنِ (٢١٧٧) الشَخصِ. وعُكاظ: سُوقٌ مِن أسواقِ العربِ.

وأنشد في بابِ عِلْمِ كُلِّ فِعْلٍ تَعَدَّاك إلى غَيرِك، لامرِئِ القيس (٢١٧٨):

[٩١٥] وهَلْ يَنْعِمَنْ مَنْ كانَ في العُصُرِ الخالِي

الشاهدُ فيه بِناءُ المُستقبل مِن نَعِمَ على يَنْعِمُ بالكَسْر، والأصلُ في (فَعِلَ) أنَّ يُبْنَي مستقبَلُهُ على (يَفْعَلُ) بالفَتْح، إلّا أَنَّ هذا جاءَ نادِرًا، ومِثْلُهُ حَسِبَ يَحْسِبُ، ويَئِسَ يَيْئِسُ، ويَبِسُ يَيْبِسُ، والفَتْحُ فيها كُلِّها على الأصلِ جائزٌ


(٢١٧٥) الكتاب ٢/ ٢١١، وفيه: مُعَوَّدَةَ، شعره: ٤٨.
(٢١٧٦) البيت لطريف في: الكتاب ٢/ ٢١٥، الأصمعيات ١٢٧، البيان والتبيين ٣/ ١٠١، الاشتقاق ٢١٤، النكت ١٠٣٦، الاقتصاب ٤٦٤، اللسان (عرف) شرح شواهد الشافية ٣٧٠.
(٢١٧٧) في ط: ليتبين.
(٢١٧٨) ديوانه ٢٧، ولم يُنسب البيت في الكتاب ٢/ ٢٢٧.

<<  <   >  >>