للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاهِدُ فيه نَصْبُ (الأخوالِ والأعمامِ) بإضمارِ فِعْلٍ، وهذا جائزٌ عندَهم بإجماعٍ؛ لأنَّ الكلامَ قَدْ تَمَّ في قوله: تَذَكَّرَتْ أَرْضًا بها أُهْلُها، ثُّمَّ حَمَلَ ما بعدَهُ على معنى التذَكُّرِ، فكأنَّه قال: تَذَكَّرَتْ أَخوالَها وأَعمامَها. ولو نَصَبَ الأهلَ على ما نَصَبَ عليه السِباعَ والطِيبَ لجازَ على بُعْدِهِ.

وأنشد في الباب (٥٩٤):

[٢٢٢] إذا تَغَنَّى الحَمامُ الوُرْقُ هَيَّجَني … ولو تَغَرَّبْتُ عنها أُمّ عَمَّارِ

الشاهِدُ فيه حَمْلُ (أُمَّ عَمَّارٍ) على فِعلٍ مُضْمَرٍ دَلَّ عليه ما قَبْلَه؛ لأنَّه لمَّا قال: هَيَّجَني، عُلِمَ أنَّه يتَذَكَّرُ مَنْ يُحِبّ، فكأنَّه قال: هَيَّجَني (٥٩٥) فَذَكَّرني أُمَّ عَمَّارٍ. وقد تَقَدَّمَ تَفسيرُ الوُرقِ (٥٩٦).

وأنشد في الباب للعَجَّاج (٥٩٧):

[٢٢٣] قَدْ سَالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما

الأفعُوانَ والشُجَاعَ الشَجْعَما

وذاتَ قَرْنَينِ ضَمُوزًا ضِرْزِما

الشاهِدُ فيه نَصْبُ (الأفُعُوان والشُجاعِ) وما بعدَهما وحَمْلُه على المعنى؛ لأنَّه لمَّا قال: قَدْ سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما عُلِمَ أنَّ القَدَمَ مُسالِمَةُ للحَيَّاتِ؛ لأنَّ ما سالَمَ شيئًا فَقَد سالَمَهُ الآخَرُ، فكأنَّه قال: سالَمَتِ القَدَمَ الأفُعُوانَ.

وَصَفَ رَجُلًا بخُشُونَةِ القَدَمينِ وغِلَظِ جِلْدِهما فالحَيَّاتُ (٥٩٨) لا تُؤثِّر فيهما. والأفعُوانُ: الذَكَرُ من الأفاعي. والشُجاعُ: ضَربٌ مِن الحَيَّاتِ. والشَجْعَمُ:


(٥٩٤) النابغة الذبياني في ديوانه ٢٣٥، ولم يُنسب في الكتاب ١/ ١٤٤، ورواية الديوان: ولو تعزيتُ.
(٥٩٥) في ط: فهيجَني.
(٥٩٦) ينظر الشاهِدُ (١).
(٥٩٧) للعَجاج أو مساور العَبْسي أو الدبيري أو عبد بني عبس، ينظر: الكتاب ١/ ١٤٥، معاني القرآن ٣/ ١١، المقتضب ٣/ ٣٨٣، الخصائص ٢/ ٤٣٠، المنصف ٣/ ٦٩، ضرائر الشعر ١٠٧.
(٥٩٨) في ط: والمعيّات.

<<  <   >  >>