للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: غَدَتْ مِنْ فَوقِهِ.

وَصَفَ قَطاةً غَدَتْ عَنْ فَرْخِها طالِبَةً للوِرْدِ بَعدَ تَمامِ الخِمْس، وهوأَنْ تُبقَى عن الماءِ ثَلاثًا بَعدَ يَومِ الوِرْد، ثُمَّ تَرِدَ اليَومَ الخامِس ليومِ الوِرْدِ. ومعنى تَصِلُّ يَصِلُّ جَوْفُها يُبْسًا من العَطَش، والصَلَالُ والصَلْصَالُ: كُلُّ شَيءٍ جافٌّ يُصَوِّتُ إذا قُرِعَ كالفَخارِ. والقَيْضُ: قُشُورُ البَيْض، يُريدُ أنَّها كما أَفْرَخَتْ بَيْضَها فهي تُسْرِعُ في طَيَرانِها إشْفاقًا عليها. والبَيْداءُ: القَفْرُ. والمَجْهَلُ: الذي لا يُهْتَدَى فيه.

وأنشد في البابِ لغَيْلانَ بنِ حُرَيْثٍ (٢٣٤٩):

[٩٩٠] يَسْتَوْعِبُ البَوْعَيْنِ مِن جَرِيرِهِ … مِنْ لَدُ لَحْيَيْه إلى مُنْحُورِهِ

أرادَ أَنَّ (لَدُ) محذوفَةٌ مِن (لَدُنَّ) مَنْويَّة النُون، فلذلك بَقِيتْ على حَرَكَتِها، ولو كانَتْ مِمَّا بُنِي على حَرْفَينِ للَزِمَها السُكونُ ك (قَدْ) ونَحْوِها.

وَصَفَ بَعيرًا أَو فَرَسًا بِطُولِ العُنُق، فجَعَلَه يَسْتَوعِبُ من حَبْلِهِ الذي يُوثَقُ به مقدارَ باعَيْنِ فيما بَينَ لَحْيَيْه ونَحْرِهِ. والمُنْحُورُ والنَحْرُ: الصَدْرُ. واللَّحْيُ: العَظْمُ الأسفَلُ مِنْ الشِدْق، سُمِّيَ بذلك لِقِلَّةِ لَحْمِه، كأنَّ اللَّحْمَ لُحِيَ عنه؛ أيْ: قُشِرَ. والبَوْعُ: مَصدرُ بُعْتُ الشَيءَ بَوْعًا إذا ذَرعْتَهُ بِبَاعِكَ. والجَرِيرُ: الحَبْلُ.

وأنشد في بابِ ما لَحِقَتْهُ الزَوائدُ مِن بناتِ الثلاثَةِ مِن غيرِ الفِعل (٢٣٥٠):

[٩٩١] بَرْقٌ يُضِيءُ أَمامَ الحَيِّ أُسْكُوبُ

يُريدُ أَنَّ (أَفْعُولًا) يكونُ في الاسمِ والصفة، فأُسْكُوبٌ صِفَةٌ


(٢٣٤٩) البيتان لغيلان بن حُرَيث في: الكتاب ٢/ ٣١١، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٢٧، اللسان (لدن، نحر)، شرح شواهد الشافية ١٦١، وهما بلا عزو في: النكت ١١٣٢، شرح المفصل ٢/ ١٢٧.
(٢٣٥٠) في الأصل وط: المعتل. والشاهد لأبي السَكْب المازني في: الأغاني ٢٢/ ٢٨٤، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٧١، ولزهير بن عروة بن جَلهمة أو زهير السكب في سمط اللآلي ٤٤١، وهو بلا عزو: الكتاب ٢/ ٣١٦، النكت ١١٤٣، اللسان (سكب). وصدره:
إنِّي أَرِقْتُ على المِلْطَى وأَشْأَزَني

<<  <   >  >>