مطيَّةٍ وموضعَ فَحْصِها الحَصَى عند البُروكِ بِجِرانِها وهو باطِنُ عُنقِها، ومواضعَ قوائمها وهي المَثْنَى لأنّها تَقَعُ بالأرضِ مَثْنيةً، والنواجي: السريعةُ يعني قوائمها. ووَصَفَها بتَجافِي الزَوْر < بها > لنُتوئِهِ وضُمْرِها، فإذا بَرَكَتْ تَجافَى بَطْنُها عن الأرضِ، والزَورُ: ما بينَ ذِراعَيْها من صَدرها، والنَبيلُ: المُشرِفُ الواسِعُ، والكَلْكَلُ: الصَدرُ.
وأرادَ بالسُمْرِ الظِماءِ بَعرَها، ووَصَفَها بهذا لعَدَمِها المَرعى الرَطْبَ وقِلَّةِ ورودها للماءِ لأنها في فَلاةٍ. ومعنى واتَرَتْهُنَّ تابَعَتْ بينهنَّ عندَ انبعاثِها، وذلك من فِعْلِها معروفٌ. والهَجْعَةُ: النَومَةُ في الليلِ خاصَّة، وأراد بها نَومَة المُسافِرِ في آخِرِ الليلِ. والذُّبَّلُ من وَصْفِ السُمْرِ الظِماءِ. ورَفْعُها الذي اضطرُه إلى القَطْعِ والحَملِ على المعنى، وكانَ الوَجهُ النَصْبَ لو أَمْكَنَهُ.
الشاهدُ فيهما حَمْلُ (مُشَجَّجٍ) على المعنى، لأنّه لمّا قال:(إلّا رَواكِدَ) فاستَثْناهنَّ من آيِ الدِيارِ عُلِمَ أَنَّها مُقيمةٌ بها ثابِتَةٌ، فكأنّه قال: بها رَواكِدُ ومُشَجَّجٌ.
وأرادَ بالرَواكِدِ الأثافِيَّ، ورُكودها ثُبوتُها وسُكونُها. ووصفَ الجَمْرَ بالهَبَاءِ لِقِدَمِهِ وانسِحاقِهِ، والهَباءُ: الغُبارُ وما يبدو عن شُعاعِ الشَمسِ إذا دَخَلَتْ مِنْ كُوَّةٍ. وأَرادَ بالمُشَجَّجِ وَتِدًا مِن أَوْتادِ الخِباءِ، وتَشْجِيجُهُ: ضَربٌ رأسِهِ ليَثْبُتَ، ومنه الشَجَّةُ في الرأسِ. وسَواءٌ قَذَالِهِ: وسطُهُ، ويُروى سوادُ قَذَالِهِ وسَوادُ كُلِّ شَيءٍ شَخْصُهُ، وأرادَ بالقَذَالِ أعلاه وهو مِنَ الدابَّةِ مَعْقِدُ العِذارِ بينَ الأذُنَينِ. وقوله:(غَيَّر سارَهُ) أراد
(٣٥٤) نُسِب البيتان إلى الشماخ في ملحق ديوانه ٤٢٧ - ٤٢٨، ونُسِب الثاني منهما إلى الشماخ في أساس البلاغة (معز)، وهما بلا عزو في: الكتاب ١/ ٨٨، شرح أبيات سيبويه ١/ ٢٦٢، النكت ٢٨٦، الإفصاح ٨١، الخزانة ٢/ ٣٤٨.