للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُحتمِلٌ للتغيير. وناصِبٌ مِن نَعْتِ الهَمِّ، وفِعْلُهُ أنْصَبَ وكانَ القياسُ أنْ يقال: مُنْصِبٌ فجاءَ على معنى ذي نَصَبٍ ولم يَجْرِ على الفِعلِ.

ومعنى كِلِيني اتركيني، وهو مِن وكَلَّتُكَ إلى كذا إذا تَركْتُك وإيّاه، وتَمامُ البيتِ:

وَلَيْلٍ أُقاسِيهِ بَطِيءَ الكَواكِبِ

أيْ: اترُكيني وما أنا فيه من الهَمِّ ومُقاساةِ طُول اللّيل بالسَهَرِ، ولا تَزيديني باللَّوم والعَذْلِ، وجَعَل بُطْءَ الكواكِب دَليلًا على طُولِ اللّيل كأنّها لا تَغْرُبُ فَيَنْقَضي اللَّيلُ.

وأنشد في باب إضافَةِ المنادى إلى المتكلِّم، لعبدِ اللَّهِ بنِ عبد الأعلى القُرَشِيّ (١٠٨٥):

[٤٥٠] وكُنتَ إذْ كُنتَ إلهي وَحْدَكا

لم يَكُ شيءٌ يا إلهي قَبْلَكا

الشاهدُ فيه إثباتُ الياءِ في قوله: (يا إلهي) على الأصل، وحَذْفُها أَكثَرُ في الكلامِ، لأنَّ النداءَ بابُ حَذْفٍ وتَغْييرٍ، والياءُ تُشْبِهُ التَنوينَ في الضَعْفِ والاتصال فَحُذِفَ كما يُحْذَفُ التنوينُ من المُنادى المفردِ، ولو حَذَفَها هنا لقامَ الوَزنُ ولكنّه رُوِيَ بإثباتِ الياءِ، وتقديرُ البيتِ وكنتَ يا إلهي إذْ كنتَ وَحْدَكَ لَمْ يَكُ شَيءٌ قَبْلَكَ.

وأنشد في بابٍ ترجَمَتُه: هذا بابُ [ما] تُضِيفُ إليه ويكونُ مضافًا إليكَ، لأبي زُبَيْدٍ الطائيّ (١٠٨٦):

[٤٥١] يا ابنَ أُمِّي ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي … أنتَ خَلَّيْتَني لِدَهْرٍ شَديدِ


(١٠٨٥) البيتان لعبد اللَّه في: الكتاب ١/ ٣١٦، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٣، شرح المفصل ٢/ ١١، شرح شواهد المغني ٦٨١، المقاصد النحوية ٣/ ٣٩٧، وهما بلا عزو في: المقتضب ٤/ ٢٤٧، المنصف ٢/ ٢٣٢، مغني اللبيب ٣٠٩.
(١٠٨٦) الكتاب ١/ ٣١٨، شعره: ٤٨، وروايته فيه:
يا ابنَ حَسْناءَ شِقّ نَفْسي با لَجْـ … ــلاج خَلّيْتني لدَهْرٍ شَديدٍ

<<  <   >  >>