للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد في البابِ لحَسّانَ بنِ ثابتٍ (١٩٨٧):

[٨٣٨] سَالَتْ هُذَيْلٌ رَسُولَ اللهِ فاحِشَةً … ضُلَّت هُذَيْلٌ بما جاءَتْ ولم تُصِبِ

الشاهدُ فيه بَدَلُ (١٩٨٨) الألِفِ مِن همزةِ (سَألَتْ)، وليسَ على لُغةِ مَنْ يقولُ: سَالَ يَسَالُ كَخَافُ يَخَافُ وهما يَتَسَاوَلان؛ لأنّ البيتَ لحسّانَ وليسَتْ لُغَتَهُ.

والفاحِشةُ التي سأَلتْ < هُذَيْلٌ > أنْ يُبَاحَ لها الزنى.

وأنشد في بابِ تَحقيرِ ما كانَتْ عَيْنُهُ واوًا للفرزدقِ (١٩٨٩):

[٨٣٩] إلى هادِراتٍ صِعَابِ الرُؤوسِ … . قَسَاوِرَ للقَسْوَرِ الأصْيَدِ

الشاهدُ فيه جَمعُ (قَسْوَرٍ) على (قَسَاوِرَ)، وتَصحيحُ الواوِ منه في الجَمعِ وإنْ كانَتْ زائدةً، لقُوَّتِها فيه بالحركةِ وجَرْيُها حَيثُ كانت للإلحاقِ ببناتِ الأربعةِ مجرى الأصليّ، فإذا حُقِّرَ جازَ فيه قُسَيورٌ فَتسْلم الواوُ كما سَلِمَتْ في قَسَاوِرَ.

والقَسْوَرُ: الشَديدُ، وأصلُهُ مِن القَسْرِ وهو الغَلَبَةُ والأخْذُ بالشِدَّةِ. والأصْيَدُ: الرافِعُ رأسَه عِزَةً وكِبْرًا، وأصلُ الصَيَدِ داءٌ يُصيبُ البعيرَ في عُنُقِهِ يَرفَعُ رأسَهُ له. وأرادَ بالهادِراتِ جماعاتٍ تفخرُ وتَتَّسِعُ في القولِ، فشبَّهها بالفُحولِ التي تَهدرُ. وقولُهُ: صِعابُ الرُؤوس؛ أيْ: لا تَنْقادُ ولا تُذَلُّ.

وأنشد في بابٍ آخَرَ مِن التحقيرِ لجريرٍ (١٩٩٠):

[٨٤٠] قَالَ العَواذِلُ: ما لِجَهْلِكَ بَعْدَما … . شابَ المَفارِقُ واكْتَسَيْنَ قَتِيرا

الشاهدُ فيه (١٩٩١) جمعُ مَفرقِ الرأسِ على (مَفَارِقَ)، ووَجْهُ ذلك أن يجعلَ كُلُّ


(١٩٨٧) الكتاب ٢/ ١٣٠، ديوانه ٣٧٣.
(١٩٨٨) في ط: إبدال.
(١٩٨٩) الكتاب ٢/ ١٣١، شرح ديوانه ٢٠٤.
(١٩٩٠) الكتاب ٢/ ١٣٨، ديوانه ٢٢٧.
(١٩٩١) في ط: في.

<<  <   >  >>