كتاب تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب

[٨٥٠] فقال فريق القوم لما نشدتهم ... نعم وفريق ليمن الله ما ندري - ص: 515

للحارثِ بنِ وَرْقاءَ الصيداوِيّ (٢٠٢٠) وكانَ قَدْ أَغارَ على قومِهِ فأَخَذَ له إبِلًا وعَبْدًا، فتَوَعَّدَهُ بالهِجاءِ إنْ لم يُرَدَّ عليه ما أَخَذَ له.

وأنشد في بابٍ آخَرَ مِن القَسَم، ويُروى لنُصَيب (٢٠٢١):

[٨٥٠] فَقالَ فَرِيقُ القَومِ لَمّا نَشَدْتُهُم … نَعَمْ وفَرِيقٌ لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْرِي

الشاهدُ فيه (٢٠٢٢) حَذْفُ أَلِفِ (أَيْمُنٍ) لأنّها أَلِفُ وَصْلٍ عندَهُ (٢٠٢٣)، فُتِحَتْ لدُخولِها على اسمٍ لا يتمكَّنُ في الكلام، وإنّما هو مخصوصٌ [بالقَسَمِ] مُضَمَّنٌ مَعْناه.

وَصَفَ أنّه تَعَرَّضَ لزيارَةِ مَنْ يُحِبّ فجَعَلَ يَنْشُدُ ذَوْدًا مِن الإبلِ ضَلَّتْ له مَخافَةَ أنْ يُنْكَرَ عليه مَجِيئُهُ وإلمامُهُ. ومعنى نَشَدْتُهُم سألْتُهم، يقال: نَشَدْتُ الضالَّةَ إذا سأَلْتَ عنها وأَنشَدْتُها إذا عَرَفْتَها.

وأنشد في البابِ لامرِئِ القيس (٢٠٢٤):

[٨٥١] فَقُلْتُ يَمِينُ اللهِ أَبْرَحُ قاعِدًا … ولَوْ قَطَعُوا رأْسِي لَدَيْكِ وأَوْصالي

الشاهدُ فيه (٢٠٢٥) قَولُهُ: (يَمينُ اللهِ) بالرَفْعِ على الابتِداءِ وإضمارِ الخَبر، والتقديرُ يَمينُ اللهِ لأزِمَتي، والنَصْبُ في كلامِهم أكثَرُ على إضمارِ فِعْلٍ كما تَقَدَّمَ في

---

(٢٠٢٠) ينظر: شرح ديوان زهير ١٦٤.
(٢٠٢١) شعره: ٩٤، ولم يُنسب في الكتاب ٢/ ١٤٧، ونُصيب بن رَبَاح مولى عبد العزيز بن مروان. (الشعر والشعراء: ٤١٠، الأغاني ١/ ٣٠٥).
(٢٠٢٢) في ط: في.
(٢٠٢٣) اختلف البصريون والكوفيون في أَيمُن في القسم، فذهب الكوفيون إلى أنّها جمع يمين، وإن ألفها ألفُ قطع في الأصل، وحذفت تخفيفًا لكثرة الاستعمال، وذهب البصريون إلى أنّ أيمن ليس جمع يمين، وإنما هو اسم مفرد مشتق مِن اليُمن وإن همزته همزة وَصْل. الإنصاف ٤٠٤، شرح المفصل ٩/ ٩٢، مغني اللبيب ١٠٥ - ١٠٦.
(٢٠٢٤) الكتاب ٢/ ١٤٧، ديوانه ٣٢.
(٢٠٢٥) ينظر البيت الذي بَعدَ الشاهد (٨٤٨).