للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاهدُ فيه تَرخيمُ (أُمامَةَ) في غَير النِداءِ ضرورةً، وتَركُها مفتوحَةً وهي في موضعِ رَفْعٍ بأضْحَتْ كما تَقَدَّمَ في أُثالَةُ، والقَولُ فيهما واحِدٌ.

وكان المبرّدُّ (١١٩٨) يَرُدُّ هذا ويَزْعُمُ أنَّ الروايةَ فيه:

وما عَهْدٌ كَعَهْدِكِ يا أماما

وأنَّ عُمارَةَ بنَ عَقيلِ (١١٩٩) بن بِلالٍ بنِ جَريرٍ أنشَدَه هكذا، وسيبويه أوثَقُ مِنْ أنْ يُتَّهَمَ فيما روَاه.

والرِمامُ جَمعُ رَميمٍ وهو الخَلَقُ البالي، يُريدُ أنَّ حبالَ الوَصْلِ بَينَهُ وبينَ أُمامَةَ قد تَقَطَّعَتْ للفِرَاقِ الحادِثِ بينهما، والشاسِعَةُ البَعيدةُ. والعَساقِلُ جَمعُ عَسْقَلَةٍ وعُسْقُولٍ وَهُما تَلَمُّعُ السَرابِ واضطِرابُهُ، يريدُ سَيرَها في الفَلَواتِ راجعةً إلى مَحضَرِها بَعدَ انقِضاءِ زَمَن الانتجاعِ. والمُؤجَدَةُ: الناقَةُ القَوِيةُ، وهي الأُجُدُ أيضًا. والعَرَنْدَسُ: الجَمَلُ الشَديدُ، واللُّغامُ: ما يَطْرَحُهُ مِن الزَبَدِ لِنَشَاطِهِ.

وأنشد في البابِ لزهير (١٢٠٠):

[٤٩٤] خُذُوا حَظَّكُمْ يا آلَ عِكْرِمَ وأذْكُروا … أواصِرَنا والرِحْمُ بالغَيْبِ نُذْكَرُ

الشاهد في ترخيم (عِكْرمَةَ) وتَرْكِهِ على لَفْظِهِ، ويحتمل أنْ يَجْعَلَ فَتْحَتَهُ إعرابًا على أنْ تَجعَلَه اسمًا لمؤنَّثٍ فَلا تَصْرِفُهُ لأنّ عِكْرِمَةَ وإنْ كانَ اسمَ رَجُلٍ فإنَّهُ يَقَعُ على القبيلةِ، وهو عِكْرِمَةُ (١٢٠١) بنُ خَصَفَةَ بنُ قَيْسِ عَيْلانَ بن مُضَرَ.

والأواصِرُ: العَواطِفُ والأرحامُ، يقال: أَصَرَتْهُ عليَّ رَحِمٌ، أيْ: عَطَفَتْهُ، والرحمُ التي ادّعاها بَيْنَه وبينَ آلِ عكرمةَ أنّه مِن مُزَيْنَةَ (١٢٠٢) بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ بنِ الياسَ بن مُضَرَ،


(١١٩٨) ينظر: شرح جمل الزجاجي ٢/ ٥٧١، ضرائر الشعر ١٣٨، الخزانة ١/ ٣٩٠، وديوان جرير ٢٢١.
(١١٩٩) وعمارة شاعر فصيح، قدم من اليمامة. فمدح المأمون. (الأغاني ٢٣/ ٤١٤، الخزانة ٢/ ٤٩٧).
(١٢٠٠) الكتاب ١/ ٣٤٣، شرح ديوانه ٢١٤.
(١٢٠١) ينظر: جمهرة أنساب العرب ٢٦٠.
(١٢٠٢) ينظر: الاشتقاق ١٨٢، جمهرة أنساب العرب ٢٠١.

<<  <   >  >>